لفت نظري تصريح رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية عبدالرحمن الدهمش الذي أشار فيه إلى أن “عملية الإنتخابات” لدينا تخضع لمعايير دولية .. ! لاحظوا أن الحديث هنا عن عملية الإنتخاب كعملية وليس عن مخرجات هذه الإنتخابات والدور المراد لها أن تقوم به. أسوق هذه الجزئيه من تصريحه في وقت يشعر الجميع فيه أن تجربة المجالس البلدية في المملكة هي تجربة ورقية أكثر منها ممارسة ديموقراطية حقيقية . ففي الوقت الذي يتحدث فيه الدهمش عن مواكبة “عملية الإنتخاب” للمعايير الدولية , يلح علينا السؤال ذاته: ولماذا لاتواكب تشريعات وصلاحيات المجلس المعايير الدولية أيضاً ؟ بدلاً من التركيز على عملية إجرائية لن تستمر لمدة اربع سنوات ولن تساهم في “تحسين العمل البلدي” .. الكل تقريباً إتفق على أن المجالس البلدية لم تواكب المعمول به في البلدان الاخرى ولم تحقق تطلعات الشارع في تحسين ومراقبة الخدمة البلدية , وكي نكون منصفين وموضوعيين فاللوم يجب أن لايقع كله على أعضاء المجالس البلدية , فمع خنق صلاحياتهم بهذا الشكل والنظر إليهم على أنهم مجرد “نصاب” للتوقيع على محاضر الجلسات لاتتوقعوا منهم الكثير من خيارات التحرك , اللهم إلا أن يكون لدى أحدهم مسؤولية أدبية تجاه ناخبيه فيقدم إستقالته إذا وجد أنه مقيد ولايستطيع تحقيق ماوعدهم به ! .. هذا شيء عرفناه وخبرناه جميعاً وحسبنا أن الحديث حوله قد حسم وأن القادم سيكون أفضل لنفاجأ بعدم تطوير صلاحيات المجالس البلدية قبل إنتخابات هذا العام .. الوضع الآن في نظري: هو تكرار لتجربة الإنتخابات البلدية السابقة بل إستنساخ لها وغني عن القول أنها ستفرز لنا أعضاء مجلس بلدي بنفس الوضع السابق “إن لم تقم وزارة الشؤون البلدية بتدارك هذا الخطأ الفادح” الذي سيفقد الناس الثقه ليس فقط بتجربة الإنتخابات البلدية بل بمفهوم الديموقراطية وطريقة تعاطينا معها .. بالنسبة لهذه الدورة الانتخابية: كثيرون بدأو بالحشد وتشغيل ماكينات القرابة والقبيلة والمعرفة , على أمل الظفر بمقعد في هذا السباق نحو ال 3000 ريال .. ناقشت كثيرين منهم وفوجئت بعدم إطلاعهم على اللائحة التنفيذية للمجالس البلدية ! أي أن الأمر بالنسبة لهم هو البحث عن الوجاهة الإجتماعية التي يرون أن منصب “عضو مجلس بلدي” سيكفلها لهم إضافة إلى زيادة الدخل المادي , وفي كل ذلك إنتكاسة لمن يحلمون بالمدنية وتغليب الفكر المدني على العقلية الشوفينية و القبلية السائدة.. وبما أن صلاحيات المجالس البلدية لم تتغير أو تتطور .. وبما أن المخرجات المتوقعة لن تكون بعيدة عن المخرجات السابقة “إن لم تكن نفسها” .. نقول لكل من ينوي التسجيل في قيد الناخبين والمشاركة في التصويت : إن كنت ولا بد مشارك في الإنتخابات : فلتصوت ل “اللحية الغانمة” الذي تعتقد أنه يستحق مبلغ ال 3000 !! ..