تشهد سماء المملكة والمنطقة العربية غدا (السبت) ظهور قمر شهر رمضان المبارك في طور البدر المكتمل، ويتميز بأنه «بدر عملاق» أكبر وأكثر إضاءة من أقمار البدر المعتادة شهريا. أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن البدر العملاق يحدث عندما يكون القمر قريبا من نقطة الحضيض وهي أقرب نقطة في مداره حول الأرض بالتزامن مع مرحلة البدر المكتمل، مضيفا أن تسمية «العملاق» تطلق على القمر سواء كان في المحاق أو البدر عندما تكون المسافة بين مركزه ومركز الأرض أقل من 361.863 كيلومتر، وهذه التسمية فيالأساس ليست فلكية ولكنها ظهرت منذ ما يزيد على 30 سنه، ومؤخرا أصبحت منتشرة بشكل كبير وقبل هذا المصطلح كانت تطلق تسمية «بدر الحضيض» أو «محاق الحضيض». «البدر العملاق» الذي يظهر غدا لن يكون الأخير هذا العام، فمن المنتظر أن يظهر مرتين أخريين في العام الحالي، غير أنه ظهر مرتين يومي 1 و30 يناير الماضي ولكنهما كانا في المحاق وغير مرصودين في ذلك الوقت. ويقع القمر في طور البدر المكتمل في سماء السعودية وكل أنحاء الكرة الأرضية في نفس اللحظة عند الساعة 2:25 بعد الظهر بتوقيت مكةالمكرمة حينها يكون القمر على مسافة 358.975 كيلومتر وذلك قبل 21 ساعة من وصوله إلى أقرب نقطة في مداره حول الأرض، على أن يشرق «البدر العملاق» مع غروب الشمس، بالظهور من الأفق الجنوبي الشرقيويسلك مساره عبر قبة سماء الليل بمحاكاة مسار الشمس بعد ستة أشهر من الآن. ويتبع القمر المسار المنخفض الظاهري لشمس الشتاء في المملكة وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أما في النصف الجنوبي فإنه يتبع المسار الظاهري المرتفع لشمس الصيف. على أن يظل مشاهدا طوال الليل حتى شروق شمس اليوم التالي. ولن يتمكن الراصد بالعين المجردة من اكتشاف اختلاف يذكر بين البدر العملاق والبدر المعتاد في كل شهر، إلا أنه يمكنإيجاد الاختلاف من خلال التصوير بمقارنه الحجم الظاهري للبدر العملاق والأقمار (البدور) الأخرى. ولن يكون للبدر العملاق تأثير يذكر على الكرة الأرضية، فالكثير من الدراسات لم تجد شيئا ذا أهمية يربط بين البدر العملاق والكوارث الطبيعية كحدوث زيادة في مستويات النشاط الزلزالي أو البركاني أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية كعواصف ضخمة، علما أن انتظام الشمس والقمر على خط واحد يتسبب في زيادة صغيرة في النشاط التكتوني. وفيما يتعلق بالمد والجزر ففي كل شهر عندما يكون القمر بدرا تكون الشمس والأرض والقمر تقريبا على خط واحد فيالفضاء ويكون المد والجزر على غير المعتاد وذلك نتيجة اتحاد قوة جاذبية الشمس والقمر، ولكن عندما يكون القمر فيالحضيض، فإن التأثير يكون أكبر، ولكن الاختلاف صغير ولن يؤثر على توازن طاقة الأرض الداخلية، لأنه يحدث مد وجزر كل يوم وسوف يلاحظ القاطنون على طول سواحل المحيطات أعلى مد ولكن لا يرجح حدوث فيضانات. الجدير بالذكر أن الكرة الأرضية ستشهد انتظام ظاهرة «البدر العملاق» طوال السنوات المقبلة وحتى عام 2018 باستثناء عام 2017، بسبب غياب الانتظام عن القمر البدر ونقطة الحضيض في الفترة من 14 نوفمبر 2016 وحتى 2 يناير 2018. رابط الخبر بصحيفة الوئام: غدا.. ظهور أول «بدر عملاق» في سماء السعودية