قالت الجمعية الفلكيّة بجدة إن سماء السعودية ستشهد حدثاً فريداً خلال يناير المقبل، يتمثل في وجود قمريْن؛ حجمهما الظاهري عملاق، وسيكون كلاهما في "المحاق", يقع الأول يوم غد الأربعاء، والآخر يأتي يوم الخميس 30 يناير، ولن يتكرّر أن يحدث قمران ضخمان في شهرٍ شمسي واحد مرةً أخرى حتى يناير 2018. وأضافت أنه على الرغم من أن مصطلح "القمر الضخم أو العملاق" ليس مصطلحاً فلكيّاً، إلا أنه أصبح يُتداول بشكلٍ واسعٍ، وهو يشير إلى القمر عندما يكون في مرحلة المحاق أو البدر ويقع في حدود 90 % قريباً إلى الأرض؛ ما يعني أن القمر المحاق أو القمر البدر يجب أن يكون ضمن مسافة 361.863 كيلو متر من الأرض باعتبار أن المسافة من مركز القمر ومركز الأرض.
وبيّنت أن عام 2014 سيكون فيه ما مجموعه خمسة أقمار عملاقة؛ قمران منها "محاق" في يناير وثلاثة أقمار "بدر" ضخم في يوليو وأغسطس وسبتمبر.
وينتقل القمر في أول يناير إلى مرحلة المحاق عند الساعة 2:14 بعد الظهر بتوقيت مكة وبعد ذلك بتسع ساعات و45 دقيقة يصل القمر إلى نقطة الحضيض في مداره وهي أقرب نقطة إلى الأرض عند الساعة 11:59 مساء بتوقيت مكة ويكون على مسافة 356.922 كيلومتر من الأرض.
ولا يمكن رؤية القمر في مرحلة "المحاق"؛ لأنه القمر يكون محتجباً في وهج الشمس، حيث يشرق مع الشمس ويغرب مع غروبها وفي هذا الوقت لو كان هناك شخصٌ يقف على سطح القمر فسيرى الأرض مضاءة بالكامل.
ويصاحب القمر في المحاق أو القمر البدر مدٌّ بحري عالٍ على السواحل لكن عندما يكون قمر المحاق أو البدر المكتمل في أقرب نقطة إلى الأرض "الحضيض" يرتفع المد بصورة أعلى.
وفي كل شهر في يوم المحاق تنتظم الأرض والقمر والشمس على خطٍ واحدٍ، وهذا الانتظام يسبّب مداً وجزراً واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي اليوم نفسه يحدث أخفض جزرٍ على نحو استثنائي.
ولذلك فإنه في الأول من يناير 2014 سيكون قمر المحاق أقرب بكثير وسوف يبرز المد والجزر الاستثنائي ويمكن ملاحظة ذلك على سواحل المحيطات، ولكن ليس من المحتمل أن يتسبّب المد العالي في حدوث فيضانات.