تظاهر الآلاف في بيروت اليوم الاحد للمطالب باسقاط النظام السياسي الطائفي، وردد المتظاهرون ومعظمهم من الشباب هتاف “ثورة ثورة وين ما كان..هلق (الآن) دورك يا لبنان”، وفي محاكاة للاحتجاجات التي يشهدها العالم العربي في الآونة الأخيرة ردد المحتجون اللبنانيون الشعار الذي أصبح الأشهر في المنطقة وهو “الشعب يريد إسقاط النظام”. ويقول المنظمون ان التظاهرة انطلقت من الدورة شمال بيروت باتجاه شركة كهرباء لبنان لما لها من رمزية تدل على سطوة النظام السياسي الطائفي حيث يصعب في ظل نظام اقتسام السلطة بين الطوائف التوصل الى اتفاق على اصلاح القطاع الكهربائي. وانفق الجزء الاكبر من الدين العام الذي يبلغ 51 مليار دولار على قطاع الكهرباء المتداعي ومع ذلك فان شركة كهرباء لبنان الحكومية التي يعمل بها نحو الفي موظف متوسط اعمارهم 58 عاما لا تزال تلبي ثلثي الطلب وقت ذروته. ورفع المتظاهرون الذين قدرت اعدادهم بثمانية الاف معظمهم من الشباب يافطات كتب عليها “يا طغاة لبنان دوركم آت لا محالة” و ” الطائفية تضر بالصحة” و “خبز وعلم وحرية ...لا للطائفية السياسية” و “لا للفساد” و”باطل باطل باطل الطائفية مرض قاتل”. وحملت احدى المتظاهرات يافطة كتب عليها “لا استطيع ان اصبح رئيسة للجمهورية لانني مسلمة” ووفقا للنظام السياسي الطائفي ينبغي ان ينتمي رئيس الجمهورية اللبنانية الى الطائفة المارونية المسيحية. ويحكم لبنان نظام دقيق يجري تقاسم السلطة فيه للإبقاء على التوازن بين الطوائف الكثيرة في البلاد. ويختلف لبنان عن الكثير من الدول العربية الأخرى التي تقوم بها الاحتجاجات ضد الحكام الذين يتولون السلطة منذ عشرات السنين. وعانى لبنان من حرب أهلية استمرت 15 عاما وانتهت عام 1990 وأسفرت عن سقوط 150 ألف قتيل. كما اندلعت أعمال عنف طائفية كبرى هددت بانزلاق البلاد مرة أخرى إلى الحرب الأهلية عام 2008. وكان المئات تظاهروا يوم الاحد الماضي وساروا في طريق كان من خطوط الجبهة خلال الحرب الاهلية. ولبنان بدون حكومة منذ أن سبب حزب الله وحلفاؤه الإطاحة بالحكومة في يناير كانون الثاني الماضي في نزاع حول محكمة مدعومة من الأممالمتحدة للتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005.