كشف الفنان الشعبي عبدالله الصريخ أن الاعلام السعودي همّش الفنانين القدماء وهضم حقوقهم. وقال الصريخ في لقاءه في برنامج "وينك" الذي يقدمه الإعلامي محمد الخميسي مساء الثلاثاء على قناة روتانا خليجية مجيباً على السؤال المعتمد(وينك) : أنا موجود بالساحة ولنا صولات وجولات، لكن أين الاعلام عنا؟ أتمنى أن يهتم الإعلام بالفن الشعبي، فهناك فنانين رحلوا لم يكرموا،مضيفا بلغة المحبط نحن أهملنا والفن الشعبي اهمل، فعندما أنظر الى الفنانين الكبار مثل سلامة عبدالله وحجاب وغيرهما، وهم من سبقونا ولم يكرموا ويشجعوا نصاب بالاحباط فبعد جهد أربعين سنة غنيت فيها أينما كان والقصائد النبطية الهادفة، لم نسمع التشجيع والتكريم، لأشعر أن جهدي لاقى قبولاً ، فالتكريم يهمنا لأننا لم نسئ للساحة الفنية. وعن الشعر قال الصريخ أخذت الشعر من شعراء كبار واختار الاغنية حسب ما يمس مجتمعي، حتى بالغزل يكون الغزل عفيف". وعمن غيّب الفن الشعبي قال: "كل انسان ملك مؤسسة وبات ينتج للناس لا يتطلع عليه الاعلام، مثلاً نحن عندما نصدر شريطاً من المفترض أن يظهر للجمهور، بينما غيرنا لديه مؤسسات وإمكانيات وفسوحات إعلامية وموزعين، واعرف أن الناس يتقبلون الفن الشعبي ويسألون عن البوماتنا ولا يزال الناس يحبون الفن الشعبي لان فيه روح، وألمس حب الناس لهذا النوع من الفن من الشمال وحتى من الغربية والشرقية لانهم ملّوا من اللون الجديد، كنا نتسابق على شراء شريطة، والآن يطلع كل موسم 50 شريط لا يذكر الشباب منها أغنية واحدة، في السابق كانت الأغنية وقتها تغير المجتمع". وتابع يقول: "حب الناس للفن الشعبي في أيامي كان عجيباً، لكن هناك شيء يعيق الفن الشعبي". وعن سر اغنياته الحزينة التي هي على مقام الصبا قال: "دخولي الى الفن كله معاناة وعبّرت عنها من خلال الأغنيات، كانت طفولتي قاسية وفقدت حنان الأب، وهذا ما جعلني أصبح عاطفياً، مؤكداً أنه ترجم معاناته على العود، وبعض المسؤولين لم يفهموا هذه المعاناة ولم يسألوا السبب". عن اداءه الآذان في فترة الشباب قال: "فقدان الأب غيّب عني الارشادات الدينية، الى أن جاءني شخص وسألني أن أرى الطريق جيداً فأخذت وقفة عرفت بعدها الطريق الصحيح ومشيت عليه. وهذه الوقفة هي ارغام النفس على شيء ينفع الجسم في الدنيا والآخرة، والتزمت وأصبحت مؤذن مسجد، رغم أني أغني وهذا لا يمنعني من صلاتي". وعن الفتوى من القرضاوي قال: "اتصلت على القرضاوي فأفتاني بأن الفن ليس بحرام، وأن الغناء فيه حلال وحرام، وغنائي لم يكن من النوع الثاني.. وعندما قلت له سأتوقف عن الغناء قال "عندما تتوقف أنت وغيرك لمن سيستمع الشباب الذي يبحث عن الغناء المحترم فهل سيتجهون الى الغرب؟" وعن معارضة الناس لهذا التوجه قال: "المهم أن أرضي ضميري، والحمد لله أنا راضٍ عما أفعله، وأقوم بكل واجباتي الدينية، لست نادماً على فترة التوقف فقد صححت وضعي وعرفت أن الصلاة وفعل الخير لا غنى عنهم، لابد للانسان من تصحيح وضعه مهما كان، وتعرف إنه في قبر وفي موت، وإن يوم البعث لا أحد بينفعه إلا عمله". وعن قضيته في وزارة الاعلام مع احدى المؤسسات الانتاجية أوضح قائلاً: "عمر هذه القضية خمس سنوات، لو كانت موضوع دول لحلّت هذه القضية، أتعبتني وزارة الاعلام، الموضوع استولت مؤسسة "خزامة" على 12 شريط لي، وعرفت الأمر من جمهوري، فقدت شكوى في وزارة على المؤسسة وطلبنا صاحبها قال إنني بعت للشركة انتاجي وفق عقود، إلا انه لا يوجد بيننا اتفاقيات أو هناك مستندات، ولهذا كان المفترض ان تنتهي القضية، ولكن الشركة زوروا أوراق اثبت انها غير صحيحة، ثم جاءوا مرة ثانية ببصمة فقلت انها ليست بصمتي وطلبت تحويل الاوراق للادلة الجنائية، فقالوا ان البصمة غير واضحة، ولكنهم لم يقولوا انها مزيفة، والاعلام ذكر ما قيل، والقضية عالقة منذ خمس سنوات، وانا أحاول انتهي من القضية لتحل لصالحي، وأنا اريد حقي بعد اربعين سنة، وأنا أحمّل وزارة الداخلية وحقوق المؤلف ورئيس اللجنة كل المسؤولية، لأن الادلة كلها واضحة بان حقي هذا وانا تعبت فيه، وسأبقى أطالب بحقي حتى آخر نفس". وعن صداقته بالأمير عبد الرحمن بن سعود قال: "هو صديق للجميع واهداني سيف عليه اسمي اعتز به، دعاني فغنيت لمناسبة فوز نادي النصر في بطولته، فقدنا إداري عملاق، فعندما يحضر في الملاعب لا نتابع النصر والهلال بل نتابع الأمير ونعتز به، فهو انسان متواضعورغم أنني هلالي ولكن لي اصدقاء في نادي النصر". وفي نهاية الحلقة وعزف وغنى الفنان الشعبي عبدالله الصريخ وقدم بعض أغنياته الشعبية. الفنان مطرب فواز: التلفزيون هي لغة إيصال وليس صراخ وكان في الجزء الثاني من برنامج "وينك" لقاء مع الفنان مطرب فواز الذي بادر محمد الخميسي برده على سؤال "وينك؟": "أنا على قيد الحياة، لكني مقل بالمشاركات الفنية والدرامية، قد أشارك في السنة أو سنتين عمل لعدم قناعتي بالنصوص التي تكتب، لانه يهمني محتوى العمل ككل وليس كدور لي، ولدي تحفظ على مضامين الأعمال التي تعالج بعضها الأمور بسطحية لا تحترم ذائقة المشاهد لأنه أذكى من الفنانين والإعلاميين، فالطفل الصغير يفهم بأمور لم نكن نفهمها نحن". وعن فرق الأعمال الحالية التي يتحفظ عليها عن الأعمال السابقة قال: "كانت الاعمال السابقة تكتب بصدق ويكتبها ادباء كبار ومميزين تحبك بدقة بشكل راقي يحترم الحوار فيه، الآن صار الممثل يهرج لنفسه، وأغلب المسلسلات لا تعتمد على النص بل على بديهة الممثل وحضوره وقدرته على الرد، بغض النظر عما إذا كان مناسباً، نحنا كنا نؤدي أدوارنا باحترافية واحساس". وعن الأعمال الحالية: "الأعمال التركية هي التي تشد المشاهد الآن، لأن الأعمال الخليجية عامة كلها عويل وصراخ ومكررة، لغة التلفزيون هي لغة إيصال وليس صراخ، نوصل بالمعنى والحدث والصورة، وعندنا في السعودية يختلف الوضع لأنه ما عندنا مسلسلات أصلاً بل عندنا في السعودية فكرة واحدة يعالجها 50 شخص، ويناقشوها الكل بأسلوب تهريجي يقلل من قيمة الحلقة اسميها تسطيح للعمل الدرامي دون البحث عن المحتوى". وعن القيمة الثقافية سابقاً قال: "لا نجد تهريج في الأعمال الدرامية، ولا نجد حلقات منفردة متصلة، والتي بدأت مع مسلسل "طاش ما طاش"، في السابق كان هناك سهرات كاملة أو مسلسل، أما الآن اصبح الطرح التلفزيوني مختلفة، هناك قرابة 37 فكرة في العالم وكل القضايا تدور في فلكها وكل واحد له رأيه في كل فكرة". وعن القضايا المفروض تطرح تساءل: "هل المشاهد السعودي الذي هو مصدر دخل اعلاني للمحطات، فكل المسلسلات تطرح تقريباً نفس الموضوع خلال فترة واحدة، دون أن تطرح قضايا في مسلسل واحد متصل الأفكار وبخطة، والتهريج والصراخ جعلت المشاهد يتوجه للمسلسلات التركية التي لديها رومانسية عالية، لان المشاهد يفتقد للعواطف والرومانسية، والاعمال التركية عوضت النقص العاطفي الذي يبحث عنه الشباب، مع أنني ضد هذه المسلسلات وأفكارها، ولكنها استأثرت بالمشاهد وسيطرت عليه لأن المحطات تعرض العديد من المسلسلات، أنا ضد الأفكار التي تطرح فيها وهي لا تمت الى عاداتنا وسماتنا كعرب وخليجيين". وعن وضع الفنان السعودي قال: "كنت ولا أزال أطالب أن هناك صندوق ضمان للفنان السعودي عامة، وقلتها في الصحافة وأصبحت عضو في لجنة الاعلام والاعلان في الغرفة التجارية، ومن ضمن مشاريعنا نقدم دراسات، وأنا قدمت دراسة عن صندوق دعم الفنان، وبعد المناقشة قدمناه خطاب الى الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، وصرحت للصحافة ليتذكروا الموضوع ولغاية الآن لم يطبق هذا الصندوق الذي يتمناه كل فنان لكي لا يبقى ينتظر المساعدات". وعن تكريمات جيل الرواد: "نعم، الرواد ليسوا الفنانين الممثلين بل في الطرب والإعلام والفنون التشكيلية، للأسف كلهم لم يكرموا ولم يهتم أحد بهم، من حيث التشجيع المعنوي وتذكرهم بالمحافل، وهذه ضرورة معنوية ونفسية للفنان نفسه وتقديم جوائز رمزية التي لها معنى بالنفس، أنا كرّمت من جمعية الثقافة والفنون وكرمت من التلفزيون العربي في القاهرة، وكرمت في اليونيسف في هيئة الأممالمتحدة، ولم أكرّم في تلفزيون بلدي لغاية الآن وهذا ما يزعجني". رابط الخبر بصحيفة الوئام: الصريخ : أنا هلالي وغنيت للنصر..وأغنياتي الحزينة بسبب طفولتي القاسية #وينك