نتحايل على قصورنا.. ونهرب منه إليه خلسه.. نقف ولا نعلم هل شعرت فينا الأرض؟ أم هل بدى لنا وكأننا قد عرفنا جادة صعود شواهقها..! لا بل هل طاولنا فضاءات الكون! أم فارقت أرواحنا ظلمة الأجساد غفلة، وشرعت طلسمات فكرٍ في لحظات صحوة؟ أم كنا نتحايل على قصورنا بانتحال أحوال ننشدها.. ونهرب أليها خفية.. هناك.. حيث جزيرة منزوية في ركن بكرٍ قصي.. أغمضة عين واحدة.. ل ألا ترى العبث بإخواتها في العرق.. وفتحت عينها الأخرى سعيدةً بمخلوقات همها صيرورة نظام منضبط.. مقبول بدرجاته التي هي عليه.. لا تصحر.. لا تعرية.. لا جفاف.. لا قطع.. لا وصلٍ ردِه نافع.. للمتنفع فحسب.. هواء لم تلامس تيارته دم هابيل وخطيئة ابليس.. ونبته قد تزينت بدفئ حمرة أزهارها.. وبياض ابيض من وردة بيضاء.. لا تحتمل الأنفاس الملوثة بشوائب الأنا .. وحلاوة طعم ثمارها لها زينة وعطاء.. فتمخطرت بين الحقول.. آمنةً مطمئنة.. راضية مرضية.. لا تمسها مكروبات التطفل.. وأمراض "الكسب أحادي المورد" والتي تنتشر بكثرة في الجهة المقابلة على نفس التربة.. إلا من طير لو علم إنه سيكون أخ لإولئك لاختار الصعود.. ثم صعد.. فصعد.. حتى أنتهى به الصعود.. علواً مستمراً.. فاطمأن إنه كان على قدر من الفهم لنهاية ستكون با ختياره.. وحقق فيها غاية المدى على تربتنا جثةً هامدة.. حيث العيون المحدقة.. والأسماع المشرعه.. والألسن المهرجة.. والطاقات المهدرة.. والأنفس المنقسمة لفصلين.. فصل متشكل بالظواهر البراقة.. وآخر سجين.. يريد ولكنه يراهم لا يريدون.. فأجل إرادته.. حتى يريدون.. لكنه أعلمهم بهم.. وقد علموا به.. إنهم وهو.. مكون الوغد الصغير الكامن فيهم.. أنفس لو علمة حقيقتها لأقرت وقرت أنها كالريشة في كون فسيح.. تتقاذفها عواصف النفس، وهي في ثبات الظن أن فيها لها قدرات أكبر.. وعظمة الوهن.. تتوهم القوة.. تظن.. وتظن وتتحرى لأنفسها أسبابه .. تتلحف الوهم.. وكأن القدر هناك مبتسما ينادي.. أيها الإنسان طير إن كان تقدر! وما بين القدر والنفس مصيرا لو علمناه ما عملنا قط ! طالب فداع الشريم @taleb1423