أظهر إحصاء حكومي أُجري العام الماضي في أنحاء إنجلترا وويلز ونُشرت نتائجه أمس الثلاثاء، تراجعاً في أعداد معتنقي الديانة المسيحية في بريطانيا وارتفاعا في أتباع الدين الإسلامي، وشكل اللادينيون نحو ربع عدد السكان تقريبا. واعتبرت صحيفة ذي غارديان الصادرة الأربعاء نتائج إحصاء 2011 الأكثر شمولا ودقة حتى الآن عن مدى التغير الذي طرأ على نمط الحياة في بريطانيا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقالت إن الإحصاء أظهر أن المدن والبلدات البريطانية باتت قرى عالمية بعد أن زاد عدد المقيمين في إنجلترا وويلز ممن وُلدوا في الخارج بمقدار 2.9 مليون شخص مقارنة بعددهم في 2001، وجاء معظمهم من الهند وبولندا وباكستان، في حين ارتفع عدد المسلمين بنحو 1.1 مليون ليصبح إجمالي تعدادهم 2.7 مليون نسمة. ولوحظ من بيانات الإحصاء أن المسيحية -أو من يصنفون أنفسهم على أنهم أتباع الديانة الأكبر في البلاد- في اضمحلال حيث تراجع عدد معتنقيها بمقدار أربعة ملايين شخص عن ما كان عليه في 2001. وتواصل تقدم اللادينيين حيث قال 14.1 مليون شخص -أي نحو ربع العدد الكلي للسكان- إنهم لا يؤمنون بأي دين البتة، بزيادة 6.4 ملايين شخص خلال العقد الأول من القرن الحالي. ومع ذلك تظل المسيحية هي الديانة الأكبر في إنجلترا وويلز بعدد 33.2 مليون نسمة من الأتباع، أو 59% من السكان. وقالت كنيسة إنجلترا إن الأرقام “تؤكد أننا ما زلنا أمة مؤمنة”، لكنها أضافت أن تراجع عدد الأتباع بنحو أربعة ملايين يمثل بالنسبة لها “تحديا”.بحسب قناة الجزيرة. أما الإسلام -ثاني أكبر ديانة في بريطانيا- فهو صاحب قاعدة متسعة. فقد اعتبر 2.7 مليون فرد في 2011 أنفسهم مسلمين، بزيادة 1.55 مليون من عددهم في 2001. ويشكل المسلمون حاليا زهاء 4.8% من السكان مقارنة بحوالي 3% عام 2001. وتشير الصحيفة إلى أن هناك 817 ألف هندوسي، و423 ألفاً من طائفة السيخ، و263 ألف يهودي و 248 ألف بوذي يعيشون في إنجلترا وويلز. وقال جوليان بوند -مدير المنتدى المسيحي الإسلامي- إن تلك الأرقام تعزز الحاجة إلى “التفكير في أنجع السبل للتعاطي مع الإسلام وإلى النظر فيما إذا كان ينبغي منح المسلمين عطلة في أيام الأعياد، وفي إمكانية التكيف مع شهر رمضان وكيفية تدريس الدين الإسلامي في المدارس”.