كشفت دراسة نشرت اليوم الثلاثاء عن حجم أتباع الأديان في العالم، أن من لا ينتمون لأي دين يمثلون ثالث أكبر مجموعة بعد المسيحيين والمسلمين، وقبل الهندوس مباشرة. وأظهرت الدراسة التي استندت إلى بيانات موسعة لعام 2010 أن الإسلام هو العقيدة الأكثر احتمالاً للنمو في المستقبل، تليه الهندوسية، في حين أن لليهودية أضعف احتمالات النمو.
وأظهرت الدراسة أن المسيحية هي أكثر الديانات انتشاراً بالتساوي في أنحاء العالم، إذ إنها موجودة في كل مناطق العالم، في حين أن الهندوسية هي الأقل عالمية، نظراً لأن 94 في المئة من معتنقيها موجودون في دولة واحدة، هي الهند.
وبصورة عامة، خلصت الدراسة التي أصدرها "منتدى بيو للأديان والحياة العامة" اليوم الثلاثاء، بعنوان "المشهد الديني العالمي" إلى أن 84 في المئة من سكان العالم الذين قدّرتهم بنحو 6.9 مليار نسمة، يعتنقون عقيدة ما.
وتغطي فئة "اللادينيين" كل من لا ينتمون لأي دين، سواء من أتباع مذهب (اللاأدري) الفلسفي الذين يعتقدون بعدم كفاية العقل لإدراك وجود الله وأصل الكون، أو الملحدين ومن يعتنقون معتقدات روحية، لكن ليس لها صلة بأي عقيدة راسخة.
وأكدت الدراسة أن "الكثير ممن ليس لهم انتماء ديني يعتنقون معتقدات دينية أو روحية".
وتابعت الدراسة: "الإيمان بإله أو بقوة عليا، قاسم مشترك بين سبعة في المئة من البالغين الصينيين الذين ليس لهم انتماء ديني، و 30 في المئة من البالغين الفرنسيين الذين ليس لهم انتماء ديني و 68 في المئة بين البالغين الأمريكيين الذين ليس لهم انتماء ديني".
ومن المستحيل الحصول على العدد الدقيق لمعتنقي كل ديانة، ويمكن أن تتفاوت التقديرات لحجم الديانات الأكبر بواقع مئات الملايين.
وهذه الدراسة التي أجراها منتدى بيو ومقره واشنطن، تبدو واحدة من أكثر الدراسات تفصيلاً حتى الآن.
وقال كونراد هاكيت خبير علم السكان في منتدى بيو: إن الدراسة شملت الاطلاع على 2500 عملية تعداد للسكان، ومسح وسجل سكاني، لكن هذه المواد لم تتح المزيد من التفصيل لتقدير عدد الملحدين أو اللاأدريين على مستوى العالم.
وأضاف: "هذا ليس نوعاً من البيانات التي تتاح عن كل بلد... سيسأل تعداد السكان عن الدين، ويمكن أن تقول إنك تعتنق ديناً بعينه أو لا دين".
وأظهر تفصيل للأعمار أن المسلمين لديهم أدنى عمر أوسط، إذ يبلغ 23 عاماً مقارنة مع 28 عاماً لسكان العالم. ويبرز العمر الأوسط الفاصل الذي تقل عنه أعمار نصف عدد السكان، بينما تزيد أعمار النصف الآخر عنه.
وقال هاكيت: "سوف يزيد المسلمون كنسبة من سكان العالم، وتمثل هذه التركيبة القائمة على صغر السن جزءاً مهماً من ذلك".
وعلى العكس من ذلك، فإن اليهودية التي يعتنقها 14 مليون شخص أو 0.2 في المئة من سكان العالم، لديهم أعلى عمر أوسط ويبلغ 36 عاماً ما يعني أن احتمالات النمو هي الأضعف.
وأشار هاكيت إلى أن إسرائيل التي يوجد بها 40.5 في المئة من يهود العالم، لديها هيكل أعمار أصغر سناً من الولاياتالمتحدة التي يعيش بها 41.1 في المئة من يهود العالم.
ويبلغ العمر الأوسط بالنسبة للمسيحية على مستوى العالم 30 عاماً والهندوسية 26 عاماً. كما أظهرت الدراسة أن احتمالات نمو الأشخاص الذين ليس لهم انتماء ديني محدودة، نظراً لأن العمر الأوسط يبلغ 34 عاماً.
وقدّرت الدراسة أن المسيحية هي أكبر ديانة في العالم من حيث العدد، إذ يعتنقها 2.2 مليار شخص أو 31.5 في المئة من سكان العالم.
وتمثل الكنيسة الكاثوليكية ما يصل إلى 50 في المئة من ذلك الإجمالي، في حين أن البروتستانت ومنهم الأنجليكان والكنائس غير الطائفية يمثلون 37 في المئة، والأرثوذكس 12 في المئة.
ويبلغ عدد المسلمين نحو 1.6 مليار شخص أو 23 في المئة من سكان العالم. وقالت الدراسة: "الأغلبية الساحقة من السنة (87-90 في المئة) وما بين 10-13 في المئة من الشيعة".
ومن بين 1.1 مليار شخص ليس لهم انتماء ديني في أنحاء العالم يعيش 62 في المئة في الصين ويمثلون 52.2 في المئة من سكان الصين.
واليابان هي البلد الآخر الذي يضم أغلبية لا دينية وتمثل 57 في المئة من سكان البلاد. وبعد ذلك تأتي الولاياتالمتحدة، حيث قال 16.4 من الأمريكيين إنهم لا يرتبطون بأي ديانة معروفة.
ويتركز أغلب معتنقي العقيدة الهندوسية في الهند ونيبال وبنجلادش. ويعيش نصف بوذيي العالم في الصين وتليها تايلاند بفارق كبير حيث يوجد بها 13.2 في المئة من إجمالي البوذيين في العالم ثم اليابان بنسبة نحو 9.4 في المئة.
وأظهرت الدراسة أن نحو 405 ملايين شخص أو نحو ستة في المئة من سكان العالم، يتبعون معتقدات فولكلورية مثل تلك الموجودة في إفريقيا أو الصين أو بين السكان الأصليين في أمريكا وأستراليا.
كما أن هناك 58 مليون شخص أي نحو واحد في المئة تقريباً من سكان العالم، يعتنقون "ديانات أخرى" تشمل البهائية والطاوية والشنتوية والسيخية وغيرها من المعتقدات، ويوجد أغلبهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي.