تزايدت الضغوط الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد تأكيد المراقبين الدوليين مقتل أكثر من 100 شخصا، بينهم عشرات الأطفال، في منطقة الحولة بريف حمص، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقتل المدنيين في الحولة، وبينهم 32 طفلا دون سن العاشرة.وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، مارتن نسيركي، إن بان والمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، كوفي عنان، “يدينان بأشد العبارات قتل الرجال والنساء والأطفال، في الواقعة التي أكدها مراقبو الأممالمتحدة على الأرض.” وأضاف نسيركي قائلا إن بان وعنان “يعتبران الحادث انتهاكا صارخا ومروِّعا للقوانين الدولية.”وأردف قائلا إن عنان، المتوقع أن يصل دمشق الاثنين، “قد طالب بمساءلة ومحاسبة من نفذ هذه المجزرة.” كما صدرت أيضا بيانات استنكار للحادث عن كل من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وأطراف إقليمية ودولية أخرى طالبت جميعها بإيقاف نزيف الدم في سوريا.ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة “المجزرة”. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إن وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، دعا إلى عقد هذا الاجتماع، معتبرا أن “مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأساويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا.”بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: “سندعو إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي في غضون الأيام المقبلة”. وطالب في بيان رسمي برد قوي على مقتل المدنيين في الحولة. أما هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، فقالت: “ينبغي أن ينتهي حكم الأسد القائم على الخوف والقتل.”من جانبه، قال “الجيش السوري الحر” المعارض إنه لم يعد بوسعه الاستمرار بالالتزام بخطة عنان لوقف إطلاق النار في سوريا، وذلك “ما لم يتم إيجاد حل فوري للعنف الذي يمارسه النظام السوري.”وأضاف في بيان “نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن خطوات عاجلة وسريعة لحماية المدنيين، فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم”. كما اعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن “الجرائم المقترفة في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة هي انتهاك لوقف إطلاق النار”. وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، الجنرال روبرت مود، قد أكد مقتل أكثر من 90 شخصا في الهجوم على تلدو بمنطقة الحولة الجمعة، وهو ما جعله أكثر الأيام دموية منذ البدء في تطبيق اتفاق الهدنة المعلن في البلاد منذ الشهر الماضي. وقال الجنرال مود إن مراقبين من بعثته أحصوا جثث 32 طفلا أعمارهم تقل عن عشرة أعوام.لكنه رفض التعليق عن الجهة المسؤولة عن الحادث بالقول: “إن على فريق المراقبين إتمام تقريره حول الحادث أولا.”