كشفت شبكة “سي أن أن” الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” والقيادة المركزية في الجيش الأميركي بدأتا إجراء مراجعة داخلية أولية للقدرات العسكرية الأميركية في حال طلب التدخل في سوريا.وقال مسؤولان بارزان بالإدارة الأميركية رفضا الكشف عن هويتيهما إنه نظراً لحساسية القضية ولأنهما غير مخولان بالحديث لوسائل الإعلام، إن البنتاغون والقيادة المركزية تقومان بإعداد وطرح خيارات حال طلب الرئيس باراك أوباما ذلك،حسبما أفادت يو بي اي. إلاّ أن المسؤولين شددا على أن السياسة الأميركية إلى الآن تقوم على استخدام خيارات غير عسكرية في سوريا، فيما أوضح أحدهما ان المراجعة تهدف لمعرفة ما هي القدرات المتوفرة نظراً إلى وجود التزامات عسكرية أميركية أخرى بالمنطقة.وأشار المسؤولان إلى أن هذا النوع من التمرين على التخطيط معروف في البنتاغون الذي لا يرغب بأن يكون بموقع عدم تقديمه أية خيارات للرئيس إذا طلب منه ذلك. وقال أحدهما إن “البنتاغون تراقب التطورات في سوريا عن كثب.. لن يكون يقوم بدوره إذا لم يضع بعض الأفكار على الطاولة، ولكن الأكيد ان أي قرار لم يتخذ لتقديم دعم عسكري في سوريا”. وأوضح المسؤولان ان المراجعة تقوم على النظر في جميع الخيارات، بدءاً بالإغاثة الإنسانية إلى دعم مجموعات المعارضة فضلاً عن الضربات العسكرية، إلاّ أنهما أكدا ان الخيار الأخير غير مرجّح.وأضاف أحد المسؤولين “تبقى هذه حملة لممارسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي”. من جانبها قالت سفيرة الولاياتالمتحدة بالأمم المتحدة، سوزان رايس، في حديث إلى الشبكة إنه “قبل بدء الحديث عن الخيارات العسكرية، نريد أن نضمن أننا استنفدنا جميع السبل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المتاحة”.وقالت رايس إن أيام الرئيس السوري، بشار السوري، في السلطة باتت معدودة، مشيرة إلى أن صبر واشنطن حيال النظام السوري أخذ بالنفاد، وأضافت أن “الساعة حانت ومر وقت نقل السلطة بمسؤولية وبطرق سلمية”. وأضافت موجهة كلامها إلى الأسد “كلما بقيت أكثر في الحكم، كلما ألحقت الضرر بنفسك وبعائلتك ومصالحك وطبعاً ببلادك”.وقالت ان سبب بقاء النظام السوري “واقفاً على قدميه” هو استمرار الدعم له ليس فقط من روسيا والصين بل من جيرانه أيضاً مثل إيران وحتى لبنان وحكومة نوري المالكي. وكان السيناتور الأميركي البارز في صفوف الحزب الجمهوري، جون ماكين دعا أمس الثلاثاء إلى مراجعة كل الخيارات في سوريا بما في ذلك تسليح المعارضة، إلاّ أن البيت الأبيض، رد على لسان المتحدث باسمه جاي كارني، بأن الإدارة لا تدرس احتمال تسليح قوات المعارضة السورية، بل تبحث في تقديم “مساعدات إنسانية للشعب السوري”. إلا أن الناطقة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، لم تستبعد فرضية تسليح المعارضة وقالت “لا نطرح أية خيارات بعيداً عن الطاولة إلاّ أن الرئيس ووزيرة الخارجية أوضحا تماماً بأن المزيد من الأسلحة لسوريا ليس هو الحل”.