ساهم مواعيد زراعة محصول الطماطم في واحة الأحساء خلال فصلي الصيف والشتاء من الموسم الزراعي الحالي في خفض معدل إصابتها بحشرة "توتا أبسلوتا" والمعروفة عند المزارعين المحليين بحشرة (حافرة الطماطم) إلى نسب متدنية. وأوضح رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء صادق بن ياسين الرمضان في تصريح ل"الوطن" أمس، أن حشرة حافرة الطماطم، تنشط فاعليتها في درجات حرارة معينة تبدأ من 18 حتى 35 درجة مئوية، ويقل فاعليتها وضررها على محصول الطماطم في درجات الحرارة الأخرى، مؤكدا أن موسم زراعة الطماطم في واحة الأحساء خلال فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء الذي تنخفض فيه إلى أقل من 15 درجة مئوية، الأمر الذي منع وصول ضرر هذه الحشرة إلى مزارع الطماطم في الأحساء، مبيناً أن المزارعين في الأحساء لا يفضلون زراعة الطماطم خلال فصلي الربيع والخريف، والتي عادة ما تشهد تسجيل درجات حرارة مواتية لنشاط وفاعلية أضرارها على المحصول. وأضاف أن أضرار هذه الحشرة في الموسم الماضي كان أكثر في الأحساء مقارنة بالموسم الحالي، الذي سجل حالات بسيطة بفعل التوعية الكبيرة للمزارعين وجهود وزارة الزراعة في توفير مصائد "جاذبة" للمزارعين، مؤكدا أن ضرر هذه الحشرة لا يقع فقط في محصول وأشجار الطماطم بل يمتد إلى الباذنجانيات الأخرى. وقال إن المتر المربع الواحد من الأرض المزروعة بالطماطم تنتج ما كميته من 5 إلى 35 كيلوجراما تختلف تبعا لطريقة زراعته المكشوفة والمغلقة، والمغلقة بالتكييف أو بدونه. وبدوره، أكد مدير عام الزراعة في الأحساء محمود بن عبدالله الشعيبي ل"الوطن"، أن إدارته سارعت منذ الإعلان عن وصول هذه الحشرة في رمضان 1431 بحصر مناطق زراعة الطماطم، ونشر مصائد الدلتا لاستكشاف وجود هذه الآفة في مناطق زراعة الخضراوات في واحة الأحساء، وقد أتت نتائج المسح الأولي كلها سالبة، أي بخلو المنطقة من وجود هذه الآفة، وبالمقابل، انطلقت حملات التوعية من خلال اللقاءات المباشرة بالمزارعين والفحص الدوري والمستمر للتعرف على وضع الحشرة ونشر المصائد الاستكشافية بهذه الحشرة وهي حاليا تبلغ ال29 مصيدة فرمونية في 29 موقعا، وتم عمل محاضرة تعريفية بهذه الآفة للمختصين والباحثين والمهندسين الزراعيين وأخرى للعاملين في هذا المجال والمزارعين بالتعاون مع إدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة. وأضاف أنه في شهر ربيع الآخر من العام 1432 الماضي سجلت أول تواجد لهذه الآفه في مخطط الغويبة الزراعي، مما حدا بالمديرية إلى حصر المزارع المعرضة للإصابة بهذه الآفة وحصر أنواع وأصناف الشتلات الباذنجانية في الواحة، مشددا على أنه انطلاقا من حرص وزارة الزراعة على تقنين استخدام المبيدات الكيماوية وعدم استعمالها في الحالات الحرجة مع التأكيد على أهمية استخدام المبيدات الآمنة والتي لها أقل ضرر ممكن على سلامة الإنسان والبيئة ولكون الإصابة لم تصل إلى الحد الاقتصادي الحرج، فقد اتخذت المديرية قرارها بمكافحة هذه الآفة مبدئيا من خلال التوعية بها وتعريف المزارعين بخطورتها، وأن وقت التدخل الكيماوي ما زال مبكرا طالما أنه لم يلحظ وجود ضرر ملموس على الشتلات أو الثمار لاسيما وأن العديد من المزارعين لهم برامج مكافحة كيماوية روتيني، ومن هذا المنطلق آثرت المديرية التريث في استخدام المبيدات في الفترة الحالية.