احتفى فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة بتوقيع الشاعر عبدالرحمن الشهري مجموعته الشعرية الثانية "لسبب لا يعرفه" الصادرة أخيرا عن دار الانتشار العربي. وعلى هامش حفل التوقيع، قرأ الشاعر جملة من قصائده المنشورة في المجموعة، بينما قدم كل من: الدكتورة أميرة كشغري والشاعر مسفر الغامدي ورقة نقدية حول المجموعة. وصاحبت فرقة موسيقية فقرات الحفل، حيث تفاعل الجمهور مع القصائد وبدت قصيدة النثر مقبولة منبريا داحضة بعض الآراء التي تقول عكس ذلك، بينما عرضت الدكتورة أميرة كشغري الإطار العام لتجربة الشهري في مجموعته "لسبب لا يعرفه"، وقالت: أما أنا فاعرف السبب أو أكاد؛ فالشاعر يتأمل ذاته وما يدور حولها من مظاهر إنسانية بحكمة وصراحة صارخة. وقالت كشغري: هذه النصوص يكتبها إنسان على قدر عال من الحساسية، أكثر مما يجترحها شاعر، فهي صوت الحياة البكر وليست مجرد قصيدة نيئة، فمفردات نصوصه بسيطة ويومية، تجعل من النص كائنات معاشة ليصل النص بعفوية لكل من يقرؤه. واستعرضت كشغري عتبات الديوان كما سمتها، بدءا من الغلاف مرورا بعناوين النصوص، وحتى صفحة الغلاف الأخيرة، وقالت إن المجموعة تتمحور حول موضوعين يتكرران ويتداخلان في أكثر من نص، هما جدلية الموت والحيات (الفقد والغد المقتول) ونوستالجيا الماضي (الجد والجدة والأب). وقال الغامدي: في الشعر هناك سطح وهناك عمق،هذه المجموعة تأتي من العمق لا من السطح، من الحالة التي تعادل الموقف في الكوميديا، لا من جسد القصيدة، هنا لا ضجيج للتاريخ، ولا لذلك الصوت المزعج جراء احتكاك الأزميل بصخور الكلمات، بل تقشف في اللغة وزهد كبير في الاتكاء على وسائل وحيل القصيدة. وبرر الغامدي وضوح المعنى في قصائد الشهري بأنه تصالح ظاهري وليس تصالحا حقيقيا، أفضى إلى توسيع الدائرة اللغوية وحولها من لغة تخبر إلى لغة تتسع كثيرا لفائض المعنى، حيث يبدو للقارئ أنه يفهم، لكنه فهم من نوع آخر، يفهم ما لا يفهمه تماما، كمن يرى ما لا يرى كما يقول الشاعر في أحد نصوصه.