تتناول الشاعرة بديعة كشغري في ديوانها «لست وحيداً يا وطني» الصادر أخيراً عن دار الخيال في بيروت 2009، من خلال 28 نصاً، القضايا الوطنية بمعناها الأشمل من الخليج إلى المحيط. وتستصرخ كرامة الإنسان العربي، راسمةً له آفاقاً أرحب من الحرية والكبرياء وتصوغ مضامينها بلهجة تدين الغزو والاحتلال، وتهزج للطفولة في غزةفلسطين ولبنان والعراق. تقول كشغري: «ما بين باب الجحيم وبابك تنهيدة تهدي باسمك الحميم / فليس في معجمي سوى عشق الأرض / بين قدس المدائن / دروب بابل / ومحاجر يثرب». ولم تخفِ كشغري حنينها المستمر إلى وطنها الأم، خلال غربتها التي قاربت العقد من الزمان فتقول في نص «أقيمُ ولا أقيمْ»: وطن التراتيلِ التى تُهاجرُ في دمي / أودعتُ وجهي عند مِيقاتِكَ / حين غادرتُ الهاوياتُ رأيتُها تهوي دمُها يُنازلني/ وأنا أسافرُ عند أطيافِ السديمْ/ بين العواصف والعواصفَ في شِتاءِ «أونتاريو» أشتهيكَ / كقُبلةِ الأطفال دفئاً / توّشِحُ جبْهتِي / مثلَ طهرٍ أو حنينْ». وجاءت عناوين قصائد المجموعة برمزية تكشف عن ثيمة المعاناة والجراح مثلما هي مضامينها: من متون الأرض تنبع قصتي - ضمير الكلام - عام مجنون يمضي - أكفان الحرية - كورال الجحيم - ليتني كنت نيسابا - على مسرح الرعب - سياج الأسئلة - أزفت الحقيقة - ميثيولوجيا شخصية وأسئلة الأوطان. وتُزاوِج كشغري في قصائدها بين الكتابة الشعرية، المطولة والشذرية وبين قصيدتي التفعيلة والنثر، وقد زيّنت معظم نصوصها بهوامش ذات دلالات أسطورية أو إيحاءات مكانية لقصائدها، التي كتبت بين كندا والسعودية وبعض الدول العربية. ونقتطف من قصيدة «ليتني كنت نيسابا»: مُزَمّلةً بنصوص سومرَ أمضى / أمتطي صهوة البدء سِفْراً / أو رحيلاً / خلف أروقة الغيابْ / أحتسي دفقَ أغنيةٍ ناشدتْ روحي / فناشدها لِحاءُ الأرض / يقتاتُ العذابْ / أنا الوقت أذكر نهرين كانا هنا / تاجين للألقِ المعتقِِِ بالصباحاتِ الرضابْ». وكتبت كشغري في إهداء الديوان :على ضفاف الغربة وحال شرقنا العربي يتأرجح بين عبث الحرب واصطلاء الدمار للأرض والإنسان». يذكر أن الديوان يقع في 112 صفحة، من القطع المتوسط وصمم غلافه الفنان السعودي عبدالرحمن السليمان.