أخفقت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) في اتخاذ قرار لصالح إبرام معاهدة دولية تضمن تخفيف قوانين حقوق الملكية الفكرية للناشرين والمؤلفين لصالح سوق الكُتب الخاصة بالمكفوفين، ومساعدة 160 مليون ضرير في العالم تقريبا إلى الوصول نحو خيارات أكبر مِن الكُتب والمطبوعات الثقافية. وبعد اجتماع دام أسبوعاً، أرجأت لجنة "حقوق النشر والحقوق المتعلقة بها (SCCR)"، وهي إحدى اللجان الدائمة التابعة للمنظمة، جلستها أول من أمس دون الموافقة على ثلاث فقرات مُحدَّدة مِن مشروع قرار تقدمت به البرازيل، والإكوادور، وباراغواي، والمكسيك، ودعمته السعودية. وكانت هناك توقعات قوية أن تفتح اجتماعات اللجنة الباب أمام مفاوضات دولية لإبرام معاهدة عالمية تمنح المكفوفين والذين يعانون مِن ضعف بصري (87% منهم يعيشون في الدول النامية) استثناءات خاصة مِن شروط حقوق النشر في ترجمة الكُتب إلى لغة برايل، ودفع المكفوفين نحو عالم القراءة مِن دونِ قيود. ومِنَ المُقرر أن تعاود اللجنة اجتماعاتها في الفترة من 8 إلى 12 نوفمبر المُقبل. "إنها فرصة ذهبية تبدَّدَت"، هذا ما قاله رئيس منظمة "سايت فيووَرز إنترناشونال" للمكفوفين بعد إعلان اللجنة رفع جلساتها دون الموافقة على منح أفضلية خاصة للمكفوفين. وقال رئيس منظمة "نولج إيكولوجي إنترناشونال (KEI)"، جيمس لوف، للصحفيين: إنَّ أقل مِن 5% مِن الكُتُب المنشورة هي بمتناول المكفوفين على شكل طبعات برايل أو على شكل كُتُب مُسجَّلة صوتياً، وذلك بسبب الكلفة المالية الباهظة التي تفرضها حقوق النشر على الجمعيات الخيرية التي تعنى بشؤون المكفوفين". ودعا إلى القضاء على "مجاعة المكفوفين للكتاب" حسب تعبيره. وتفرض قوانين (ويبو) الخاصة بحقوق النشر مشاكل عدَّة، فهي تمنع بشكل خاص مُشاركة الكتاب مِن قِبل عدة دول تنطق اللغة ذاتها. هذا يعني أنه إذا ما أريد، على سبيل المِثال، ترجمة كتاب "الطريق إلى مكة" إلى لغة برايل، فينبغي ترجمته في كل دولة عربية ترغب بذلك وليس في بلدٍ، وهو ما يُنهك موارد الجمعيات الخيرية المسؤولة عن هذا العمل.