تواصلت المعارك الشرسة بين قوات الجيش اليمني وعناصر تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الشريعة، امتدت من أبين جنوبي البلاد وحتى مأرب شرقا، وأسفرت عن مقتل 133 شخصا، بينهم 102 من القاعدة. وقتل تسعة جنود بهجوم شنته القاعدة فجر أمس على نقطة للجيش اليمني بين محافظتي مأرب وحضرموت شرق البلاد، وفقا لمصدر عسكري. في هذه الأثناء، استمرت المواجهات مع تنظيم القاعدة أمس لليوم الثاني على التوالي في محيط مدينة لودر بأبين جنوب اليمن، وهي ما زالت مطوقة من عناصر "أنصار الشريعة"، التابعين للقاعدة. وارتفعت حصيلة المعارك إلى 124 قتيلا، بينهم 102 من القاعدة قتلوا الاثنين الماضي و28 قتلوا أمس، بجانب 14 عسكريا، وثمانية مقاتلين من لجان المقاومة الشعبية (صحوات اليمن)، بينهم اثنان أمس. وأضاف المصدر أن بين قتلى القاعدة 12 صوماليا، مشيرا إلى أن معظم القتلى سقطوا جراء القصف المدفعي الذي ينفذه الجيش، وإلى المواجهات مع لجان المقاومة الشعبية. وتركزت المعارك، بحسب المصدر، بجوار محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي للمدينة، مشيرا إلى نجاح الجيش في دحر المقاتلين. لكن مصادر محلية بلودر أكدت أنه بالرغم من الخسائر الفادحة، فإن التنظيم يبدو مصمما على السيطرة على لودر التي يعتبرها نقطة الوصل بين عدة محافظات جنوبية، وهو يطوقها دون أن يسيطر على مداخلها. ووزعت القاعدة بيانا أكدت فيه عزمها على السيطرة على لودر. إلى ذلك، دشنت قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح، انسحابا متدرجا من مواقع جبلية محيطة بصنعاء تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، بالترافق مع انسحاب مشابه للمجاميع القبلية الموالية لزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر من مناطق التمركز بحي الحصبة شمالي العاصمة. وفي السياق، توقعت مصادر سياسية أن يتخذ الرئيس هادي خلال الفترة القادمة قرارات مشابهة للقرارات التي اتخذها أخيرا بتغيير وإقالة عدد من القادة العسكريين المحسوبين على الرئيس السابق علي صالح. وأضافت المصادر أن القرارات الجديدة ستشمل قيادات مهمة، أبرزها الأخ غير الشقيق للرئيس السابق صالح، اللواء محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية، ونجل شقيقه قائد الحرس الخاص طارق محمد عبدالله صالح. كما توقعت المصادر أن تشمل القرارات إقالة كل من قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة النجل الأكبر للرئيس صالح، وقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، والذي أعلن قبوله بأي قرار يصدر من هادي.