أعادت حدة المنافسة بين منتخبي ألمانياوإنجلترا في مونديال 2010 إلى الأذهان مقولة الجنرال الألماني الأسطورة كارل فيليب جوتليب فون كلاوزوفيتش في أوائل القرن ال19 "الحرب استمرار للسياسات بوسائل أخرى". ولو كان جوتليب حيا وشهد التنافس الكبير بين ألمانياوإنجلترا في كرة القدم فيما بعد الحرب العالمية الثانية ربما كان قد قام بتعديل مقولته المأثورة الشهيرة لتصبح "كرة القدم هي استمرار للحرب بوسائل أخرى". ورغم استمرار المنافسة الشرسة بين إنجلتراوألمانيا في عالم كرة القدم، إلا أن علاقات صداقة حميمية أصبحت تربط بينهما في عالم السياسة بعد هزيمة هتلر والنازية. ولكن المنافسة على ملاعب كرة القدم باتت شرسة بشكل أكبر من أي وقت مضى، إنه شيء ينطبق بشكل خاص على مشجعي كرة القدم الإنجليزية الذين يعيدون لنا باستمرار ذكريات الحرب، ربما لتهدئة آلام هزائمهم الرياضية. أما بالنسبة للألمان، فنادرا ما يتطرقون إلى صلتهم بتلك الحرب المخزية التي انتهت قبل 65 عاما. وقال المدير الفني للمنتخب الألماني يواكيم لوف: "لقد حان الوقت المناسب لنسيان ذلك، إننا نعيش في عام 2010 وفي قارة أوروبية موحدة". وعلى ملاعب كرة القدم واستاداتها تترجم أحيانا هيمنة المنتخب الألماني الفائز بعدة ألقاب في بطولة العالم والبطولات الأوروبية، بأنها هبوط بالمستوى إلى منافسيهم الإنجليز الأقل قوة. وذكرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية في عام 2001: "المنافسة أكثر نقاء، وأكثر تركيزا هنا.. إنها أكثر أهمية للإنجليز من الألمان". وكانت المباراة الأشهر بين الجانبين، وربما المباراة الأشهر على الإطلاق تلك التي أقيمت في نهائي كأس العالم 1966 باستاد ويمبلي وقلب الإنجليز تأخرهم فيها إلى فوز 4/2 ولم تكن إنجلترا قد خسرت حينذاك أمام ألمانياالغربية الفائزة بكأس العالم 1954. وفي يونيو 1970 ثأر المنتخب الألماني لتلك الهزيمة وتغلب على نظيره الإنجليزي (3/2) في دور الثمانية من كأس العالم التي أقيمت بالمكسيك. وجاءت مواجهة شهيرة أخرى بين المنتخبين الألماني والإنجليزي في الدور قبل النهائي بكأس العالم 1990 بإيطاليا، وحقق المنتخب الألماني الفوز حينذاك بركلات الترجيح في طريقه للتتويج بلقب البطولة، بينما خرج المنتخب الإنجليزي من الدور قبل النهائي. وجاء سيناريو مشابه في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الأوروبية 1996 على ملعب ويمبلي، حيث خسرت إنجلترا أيضا بضربات الجزاء الترجيحية. وبعدها بأربعة أعوام تغلبت ألمانيا على إنجلترا 1/صفر في تصفيات كأس العالم في آخر مباراة تقام على ملعب ويمبلي القديم. ولكن إنجلترا رفضت القبول بهذا المصير، وقلبت الموازين في ميونيخ في العام التالي بالفوز على المنتخب الألماني 5/1، وتجسدت صدمة الألمان في تعرض والد رودي فولر لأزمة قلبية خلال متابعة المباراة من المدرجات.