رغم أن كورنيش محافظة الخبر يعد أحد أهم المعالم السياحية بالمنطقة الشرقية لما يتميز به من مقومات تستقطب زوار وأهالي المنطقة وخصوصاً خلال فترات الإجازات والعطلات الرسمية، إلا أن أكثر ما يزعج متنزهيه ما ينبعث من روائح "كريهة"، بسبب وجود مصب لمياه الصرف الصحي في الجزء الجنوبي منه. وعبر عدد من المتنزهين خلال تواجدهم بالجزء الجنوبي من الكورنيش ل "الوطن" أمس، عن استيائهم من تلك الروائح وتصريف مياه الصرف الصحي بالكورنيش خاصة أن موقع التصريف يقع بجوار أفخم مطاعم المدينة التي يقصدها الكثير من الزوار والأهالي. المواطن محمد الدوسري قال إنه من عشاق كورنيش الخبر وإنه اعتاد الجلوس هو وأصدقاؤه في موقع بالجهة الجنوبية من الكورنيش، إلا أن الروائح "الكريهة" التي يرجح أنها من مياه الصرف الصحي جعلتهم يتركون هذا الموقع، ويذهبون إلى موقع آخر من الكورنيش بعيداً عن تلك الروائح. أما المواطن تركي السالم، أحد رواد مطعم شهير مجاور لمصب الصرف الصحي، فعبر عن استيائه من الروائح التي تعكر أجواء المتنزهين، وتفقدهم متعة الهواء العليل، وخصوصاً في مثل هذه الأجواء المعتدلة التي تشجع رواد المتنزهات على التواجد فيها. وقال: عندما أذهب إلى ذلك المطعم أنظر من خلال النافذة الزجاجية إلى تجمع مياه الصرف الصحي ومنظر مياه البحر وهي "متطحلبة"، وهو ما يثير استيائي بشكل كبير. وطالب إدارة مياه الشرقية بتحويل مصب الصرف الحالي إلى موقع آخر بعيد عن تجمع الناس. ويرى مسؤول بأحد المطاعم القريبة من موقع تجمع مياه الصرف بالكورنيش، أن كثيرا من زوار المطعم يتذمرون من تلك الروائح التي تنبعث من مصب الصرف الصحي. من جهته، قال مدير عام المياه بالمنطقة الشرقية بالإنابة المهندس سراج بن عمر بخرجي ل"الوطن" أمس، إن مياه الصرف الصحي التي يتم التخلص منها عبر هذا المصب, هي مياه معالجة ثلاثياً ويتم تعقيمها بالكلور قبل ضخها ولم تكن هناك أية ملاحظات خلال الفترة السابقة, غير أن إنشاء مرسى للصيادين أخيراً بجوار المصب، أدى إلى تخفيض قوة التيارات البحرية وبالتالي ركود المياه بذلك الموقع ونمو الطحالب فيها, الأمر الذي ساهم في ظهور بعض الروائح أحياناً. وأوضح بخرجي أن إدارته طلبت من قيادة حرس الحدود إعادة النظر في مرسى الصيادين ونقله إلى موقع آخر, والعمل على فتح الموقع المذكور للتيارات البحرية وتجددها لكي تعود إلى ما كانت عليه في السابق. مشيراً إلى أن لدى إدارته خطة للاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً في ري المزروعات بالتنسيق مع هيئة الري والصرف بالأحساء التي تعتزم مستقبلاً إنشاء محطة لاستقبال هذه المياه وضخها إلى محافظة الأحساء.