أكد وزير الدولة، رئيس الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبدالله في تصريح خاص ل"الوطن" أن خادم الحرمين كإنسان مسلم وعربي تضامن في مشاعره مع ما يحصل في مختلف الدول العربية من أحداث مؤسفة؛ فوجه بإلغاء مظاهر الاحتفال من مهرجان الجنادرية لهذا العام كالأوبريت والعرضة السعودية. وأضاف الأمير متعب، الذي كان يتفقد الاستعدادات لمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة - الذي سينطلق غدا - أن هذا الموقف ليس مستغرباً من خادم الحرمين الشريفين الذي يستشعر مسؤولياته التاريخية ويعايش هموم الأمة وأحزانها، وقال: "موقف خادم الحرمين يؤكد حقيقة وقوف الشعب السعودي مع إخوانهم المسلمين في كل مكان وإحساسهم بمعاناتهم". وتتضمن فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى 2/4/1433، انطلاق سباق الهجن السنوي الكبير الذي سيحمل هذا العام الرقم (38) منذ انطلاقته، وستتم فيه الاستعانة بجهاز إطلاق آلي للمرة الأولى، وسيشارك في السباق عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، وأكثر من 400 مشارك، في اليوم الأول. وسيقام في مساء يوم الافتتاح الحفل الخطابي في قاعة العروض الكبرى بالجنادرية، وستُكرم شخصية العام، شاعر النشيد الوطني إبراهيم خفاجي، وستلقى القصائد الشعرية والكلمات. وستحل كوريا الجنوبية ضيفا للشرف كأحد التقاليد التي اتبعها المهرجان باستضافة دولة شقيقة أو صديقة، وخصص لها داخل القرية التراثية بالجنادرية جناح كبير مكون من 8 صالات رئيسية، ستقدم فيه عروض متنوعة يتعرف عليها زوار المهرجان للمرة الأولى، في الوقت الذي تتزامن فيه الاستضافة مع مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المملكة ودولة كوريا. في الوقت ذاته، لم تبتعد فعاليات النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية عن مجريات الأحداث السياسية التي تعرض لها العالم العربي مؤخرا، وسيناقش أكثر من 300 مفكر ومثقف من مفكري دول العالم، مستقبل العلاقة بين العرب وعدد من القوى الإقليمية من بينها إيران، فيما ستشكل الرؤية الإصلاحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومحاربته للفساد بمختلف أوجهه الإدارية والمالية، أبرز المحاور الثقافية للمهرجان. ويشمل المهرجان أنشطة ثقافية، تتناول العلاقات السعودية الكورية وآفاق المستقبل، ومحور العرب والقوى الإقليمية، والإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات. وستناقش أولى الفعاليات الثقافية جدلية العلاقة بين السلطة والمثقف في العالم العربي، وسيطرح من خلالها عدد من المشاركين في المهرجان أوراق عمل، تسلط الضوء حول دور المثقف في المتغيرات السياسية، فيما ستحل محددات العلاقة بين العرب وإيران، وفرص الشراكة والتعاون، كأحد المحاور المهمة التي سيناقشها البرنامج الثقافي، وستتوجه بوصلة البرنامج نحو تركيا، لدراسة الأمن الإقليمي للمنطقة، والعلاقات السياسية والاقتصادية مع تركيا، إضافة إلى العلاقة بين العرب وأفريقيا، والوجود الإسرائيلي في المنطقة، الذي سيشكل أحد المحاور البارزة التي يتطرق إليها المهرجان، في حين سيناقش ذات المحور في جلساته المتعددة العمق الإستراتيجي لتلك العلاقة. وفي الجانب الاجتماعي، تحتل المرأة والشباب أبرز المحاور الاجتماعية للنشاط الثقافي، حيث سيناقش إشكالية المشاركة الوطنية الفاعلة للمرأة، وطموحات الشباب، والمعوقات التي تواجههم. وسيكون ختام الأنشطة الثقافية بتناول محور الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات، وعلاقة الجيل والمجتمع بوسائل الإعلام التفاعلي.