في تطور خطير في الصراع على السلطة بين الحكومة الباكستانية والجيش اتهم رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني المؤسسة العسكرية بحماية زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مجمعه في مدينة أيبت أباد قبل الغارة الأميركية التي قتلته في 2 مايو الماضي. وتساءل في جلسة خاصة للبرلمان أول من أمس "لماذا رفض الجيش منح خبراء أميركيين تأشيرات دخول لباكستان لكنه سمح لبن لادن بالسكن في أيبت أباد بصورة غير شرعية؟". كما تحدث جيلاني عن "مؤامرات" تهدف إلى الإطاحة بحكومته في انقلاب عسكري، داعيا الجيش إلى البقاء وفيا للحكومة. لكن رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني نفى أمس إشاعات بانقلاب عسكري وشيك. كما نفى رئيس المحكمة العليا المكلفة بالنظر في قضية "ميموجيت" التي تهدد الرئيس آصف علي زرداري وتثير توترا بين السلطة المدنية والجيش، وجود أي انقلاب يهدد باكستان في الوقت الراهن. وقال كياني إن "الجيش ينفي التكهنات التي تحدثت عن انقلاب عسكري لأن هدفها لفت الانتباه عن القضايا الحقيقية". كما قال القاضي افتخار أحمد شودري "كونوا مطمئنين ليس هناك أي انقلاب. نعتقد ألا شيء من هذا القبيل سيحدث وأن النظام الدستوري سيسود". في غضون ذلك، رفض الجيش الباكستاني أمس تقرير الولاياتالمتحدة حول خطأ حلف شمال الأطلسي الذي أسفر عن مقتل 24 جنديا باكستانيا في نهاية نوفمبر الماضي، في رد فعل يجعل أي حل سريع للأزمة الراهنة مستبعدا. وأضاف أنه "سينشر ردا مفصلا بعد تلقي التقرير الرسمي". من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الباكستانية أمس أن 15 جندياً من رجال القوات شبه العسكرية اختطوا بهجوم لعناصر حركة طالبان باكستان على موقع عسكري شمال غربي البلاد. وأوضح مسؤول الشرطة بمنطقة تانج الواقعة بين وزيرستان القبلية ومدينة ديرة إسماعيل خان، إعجاز عابد أن العشرات من المسلحين هاجموا موقعاً عسكرياً ما أدى إلى مقتل جندي واختفاء 15 آخرين بعد الهجوم، يُعتقد أنهم خطفوا على يد المسلحين. إلا أن المتحدث باسم حركة طالبان باكستان، إحسان الله إحسان قال إن الحركة خطفت 30 جنديا، لكن القائد الميداني للحركة عصمة الله شاهين الذي ادعى أنه قاد الهجوم أوضح أن مسلحي الحركة خطفوا 15 جندياً فقط وساقوهم إلى مكان مجهول، انتقاماً لمقتل قيادي بارز في الحركة. وفي أفغانستان، قتل جندي بريطاني أمس متأثراً بإصابة جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف سيارة عسكرية في كابول، وهو ثاني جندي بريطاني يقتل خلال الشهر الحالي وال45 خلال عام 2011، وال392 منذ الغزو في 2001. إلى ذلك، لجأت قوات حلف شمال الأطلسي إلى استخدام طائرات بدون طيار ولأول مرة، في إمداد القوات الأميركية بالمؤن والعتاد، بعدما أغلقت باكستان ممرات الإمدادات عقب تدهور العلاقات مع الولاياتالمتحدة. واستخدم الأطلسي طائرة "كي ماكس" بدون طيار القادرة على حمل 1.6 طن لإمداد قواته في أفغانستان. وقامت الطائرة بأول رحلة لها في 17 ديسمبر الجاري عبر إمداد جنود في ولاية هلمند الجنوبية.