بينما تناقش اللجنة البرلمانية المشتركة إعادة هيكلة العلاقات الباكستانية الأميركية، قرر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الموافقة على استقبال مدربين عسكريين أميركيين، بما في ذلك عسكريين من القوات الخاصة ومن وكالة المخابرات المركزية، والمتوقع وصولهم في أبريل أو مايو المقبلين. وتفيد مصادر عسكرية أن القرار يعتبر تحديا واضحا للمؤسسة العسكرية التي رفضت قبول أي نوع من التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة بعد قصفها مواقع للجيش بمهمند في نوفمبر الماضي وقتلت 24 جنديا. ويبدو أن جيلاني يلعب الورقة الأميركية كي يتمكن من البقاء في السلطة في صراعه الحالي مع المؤسسة العسكرية التي تتهمه بالتورط بالفساد في فضيحة ميموجيت. ويتزامن ذلك القرار مع رفض رئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق كياني لقاء مبعوث أوباما الخاص لباكستان وأفغانستان في إسلام أباد. وفي خطوة استفزازية أخرى للجيش قرر جيلاني فتح معابر طورخم بإقليم خيبر بختونخواه ومعابر مدينة جمن المتاخمة لأفغانستان بإقليم بلوشستان أمام شاحنات حلف شمال الأطلسي التي أغلقها الجيش بعد عملية الهجوم الأميركي على مهمند. مقابل تلك التنازلات أعلن الرئيس باراك أوباما دعمه لحكومة جيلاني في صراعها مع المؤسسة العسكرية. كما قرر استئناف المساعدات الاقتصادية التي أوقفها الكونجرس. والاعتقاد السائد أن جيلاني لن يتمكن من الإيفاء بتعهداته للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب وتغيير الاستراتيجية العسكرية الباكستانية إلا في حالة عزل كياني ورئيس المخابرات العسكرية الجنرال أحمد شجاع باشا وإدخال تغييرات شاملة في قيادات الجيش الباكستاني. من جهة أخرى، نفى وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه لدى وصوله كابول غداة مقتل وإصابة 20 جندياً فرنسيا، انتهاء مهمة القوات الفرنسية بأفغانستان. يأتي ذلك تزامناً مع إعلان حركة طالبان الأفغانية أمس عن أن الحركة جنَّدت الجندي الأفغاني الذي هاجم القوات الفرنسية. وهددت بشن المزيد من الهجمات.