انتقد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من يسمون أبناءهم بتسميات تدل على "الجفاء، الغلظة، التزكية، أسماء وافدين لا يعرف حقيقتهم"، مؤكداً أن هذا الأمر منهي عنه في الشريعة الإسلامية. وشدد آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا لتحسين أسماء الأولاد والبعد عن الأسماء المنهي عنها وهي التي فيها جفاء وغلظة أو تزكية أو اسم وافد لا نعرف حقيقته"، وأن البعد عن ذلك أولى باختيار اسم إسلامي عربي واضح وجلي وهذا أكمل. وفي جانب آخر، شدد آل الشيخ على ضرورة إبعاد الأبناء عن التميع في الأخلاق ومشابهة غير المسلمين وإرشادهم إلى أن الأخلاق الإسلامية قيمة يجب المحافظة عليها، محذرا في الوقت ذاته من الدعاء على الأولاد بالغواية والهلاك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك، واستبدال ذلك بالدعاء لهم بالاستقامة والرجوع للحق. وطالب آل الشيخ الآباء بمنع أبنائهم من العبث بالسيارات والطيش بها وترويع الناس وبيان أن العبث ليس من أخلاق الإسلام، وأن التبذير محرم في الدين، داعياً الآباء إلى الأخذ بأيدي أبنائهم من السفه والتسكع في الطرقات ومن السوء وأصحاب الشر"، وتابع: أن مقاصد السيئين حرف الشباب عن أخلاقهم وجعلهم بعيدين عن التربية والتعليم والخلق الطيب "وربما دلوه على ترويج المخدرات والبلايا واستغلوا فكره بأنواع من الضرر على حاضر الأمة ومستقبلها". ونبه آل الشيخ الآباء والأمهات على أن يكونوا قدوة لأبنائهم وبناتهم في القيم والفضائل والمحافظة على الفرائض والترفع عن الدنايا والرذائل وتوعيتهم بكثير من أسباب ومواقع السوء التي تحملها الفضائيات والإلكترونيات، لافتا إلى أن إتيان الصغار للمساجد واعتيادهم عليها مع الآباء في بعض الأوقات يجعلهم ينشؤون معظمين محبين لهذه الشعيرة محافظين عليها". ودعا آل الشيخ إلى إعطاء الابن القرار النافع في شؤون البيت ليعرف كيف تدار وتقضى حاجاته ويكون خلفا لأبيه في غيابه وبعد موته، مبينا أن خير معين للعبد في تربية أبنائه وبناته اتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته فهي أفضل السنن. وتابع "يجب على الآباء إرشاد الأبناء إلى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، وإبعادهم عن الأخلاق الرذيلة وإرشادهم للفضيلة وهذا من الأمر بالمعروف لكن بأسلوب يناسب وضعهم ورفق ولين ليقبلوا ما جاء منك بدون تردد". ودعا الآباء أيضا إلى إرشاد أبنائهم إلى الآداب المستحبة كآداب الطعام واللباس والمعاشرة وغيرها"، إلى جانب تثقيفهم وتعليمهم علما ينفعهم في حياتهم يكتسبون به أدبا وخيرا لصيانة وجوههم عن الاحتياج للخلق وإعزاز نفوسهم. وطالب آل الشيخ الوالدين في حال وجود تفاهم فيما بينهما في أمر ما أن يكون بعيداً عن الأبناء وأن يكون الهدف التعاون في الإصلاح، وقال "عندما يقع الطلاق لا بد من تقوى الله في النشء؛ لأن البعض يأتي بتصرفات حمقاء فيذهب الأولاد ضحية بين تجاذب الأب والأم والترافع إلى المحاكم فينشأ الأولاد في اضطراب نفسي يؤثر عليهم في تعليمهم وحياتهم المستقبلية".