كما ألقى الرعبَ والذعرَ في قلوب مئات الطالبات في مدارس "براعم الوطن" حادثُ الحريق أول أمس؛ أعاد إلى الواجهة قضية مخارج الطوارئ ووسائل السلامة وخطط الإخلاء في مدارس المنطقة الشرقية، وضرورة تحويلها من حصص نظرية وورش عمل موسمية إلى تطبيق فعلي يحقق السلامة عند وقوع الكوارث. المتحدث الرسمي بإدارة التربية والتعليم فهد العنزي أكد ل "الوطن" أمس، أن خطط الإخلاء في المدارس الحكومية والأهلية بالمنطقة تطبق فعلياً وتراجع ميدانيا. مبيناً أن هناك خطة إخلاء جرى إعدادها وتعميمها على جميع مدارس المنطقة، كما تنفذ الإدارة زيارات ميدانية للتأكد من تطبيقها، مشيراً إلى أن خطط الإخلاء تشرف عليها المديرية العامة للدفاع المدني بالمنطقة. وأوضح العنزي أن جميع مباني المدارس الأهلية بالشرقية تخضع لإشراف الدفاع المدني، ويتطلب التصريح لبدء الدراسة في تلك المدارس "شهادة سلامة وصلاحية منشأة تعليمية" سارية المفعول تصدر من الإدارة العامة للدفاع المدني وتخضع لإشرافها، ويربط هذا الطلب مع جميع معاملات المدرسة الخاضعة لإشراف إدارة التعليم الأهلي والأجنبي ومنها استقدام معلمين، وصرف الإعانة السنوية للمدرسة. وبخصوص التمديدات الكهربائية في المدارس المستأجرة قال العنزي إنها تخضع لإشراف مكتب هندسي وإدارة الدفاع المدني وشركة الكهرباء وعلى إثرها تعطى شهادة، كما يجب أن تكون سارية المفعول، مؤكداً على ضرورة هذا الإجراء في كل مرة يجري فيها تجديد عقد المدرسة سنوياً. وفيما يخص وجود مخارج طوارئ في مدارس المنطقة الشرقية الحكومية والأهلية أكد العنزي أنه لا يمكن إعطاء شهادة السلامة للمدرسة من الإدارة العامة للدفاع المدني إلا بوجود مخارج طوارئ وهي أحد أهم اشتراطات السلامة. وشدد العنزي على أنه يمنع منعاً باتا في جميع المدارس الحكومية والمستأجرة والأهلية وضع سياج حديدي في الطوابق من الثاني فصاعداً على نوافذ المدرسة. كما أكدت مديرة مكتب التربية والتعليم بمحافظة بقيق هدى الدعيج أن خطة الإخلاء تطبق في جميع مدارس بقيق للبنات مرتين في السنة الدراسية، بمعدل 104خطط إخلاء سنوياً في 532 مدرسة للبنات. موضحة أنها تطبق في كل مدرسة حسب تصميم مخارجها. وقالت الدعيج إن في مكتب التربية في بقيق موظفة مسؤولة عن خطط الإخلاء وتسمى "مسؤولة الإخلاء"، وترفع لها تقارير تجارب خطط الإخلاء في كل مدرسة ونسبة نجاحها وسلبياتها وإيجابياتها، كما ترسل نماذج ناجحة لخطط الإخلاء مرتبطة بالتوقيت الزمني الذي يشكل أهمية وقت نشوء حريق في المدارس، كما تزور مسؤولة الإخلاء المدارس أثناء خطط الإخلاء للوقوف على تطبيقها ونسبة نجاحها. من جانبه، قال المدير العام للتربية والتعليم في الأحساء أحمد بالغنيم إن جميع مدارس البنين والبنات في الأحساء مفتوحة وخاضعة لإشراف الدفاع المدني. وفي الخفجي تجولت "الوطن" في ثانوية الخفجي بالمحافظة والتي تفتقر لجميع مقومات السلامة من حيث الأدوات وكذلك المخارج عبر النوافذ بالأدوار العليا التي أغلقت بالسياج الحديدي. مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اللواء محمد الغامدي أكد على تجاوب إدارة التربية التعليم بالمنطقة الشرقية مع خطط الإخلاء السنوية التي تشرف عليها إدارة الدفاع المدني بمدارس المنطقة "بنين وبنات". مضيفاً أن ذلك التجاوب جعل درجة السلامة مرتفعة في المدارس خاصة بعد حادثة الحريق التي وقعت في مكةالمكرمة منذ سنوات وأسهمت بشكل كبير في زيادة الوعي لدى الجمهور من جانب والجهات الحكومية من جانب آخر. وأوضح الغامدي أن أمور السلامة ذات 3 أبعاد؛ أولها دور الجهات الحكومية في توفير وسائل السلامة، وثانيها مدى توفير وصيانة وسائل السلامة بالنسبة لصاحب المبنى المستأجر، وثالثها متابعة إدارة المدرسة لوسائل السلامة. مؤكداً حرص إدارة الدفاع المدني على القيام بجولات رقابية للتاكد من وسائل السلامة بالمدارس. وأضاف أن مخارج الطوارئ موجودة في كل المدارس المرخصة، مؤكدا أن أول 3 دقائق من الحريق هي المهمة والفاصلة في احتواء الحادثة؛ حيث ينعدم الأوكسجين بعد هذه الدقائق وهو ما يتطلب من مدير أو مديرة المدرسة الهدوء والاتزان وحسن التصرف بالدرجة الأولى، ثم توجيه الطلبة والطالبات لمخارج الطوارئ بالدرجة الثانية، مع التأكيد على ضرورة إبلاغ الدفاع المدني على وجه السرعة. مبيناً أن التصرف غير السليم خلال الدقائق الأولى يؤدي لزيادة الحريق والخسائر. وأرجع اللواء الغامدي مشكلة التدافع والهلع والخوف والصراخ أثناء الحريق لعدم حسن التصرف من مسؤول المدرسة الذي عليه احتواء الحادثة بحكمة وهدوء والاستفادة من خطط الإخلاء الفرضية وتطبيقها على الواقع. من جانبه، استنكر مدير الدفاع المدني بمحافظة القطيف العميد شديد الدوسري عدم تطبيق خطط الإخلاء لحظة وقوع الحريق في المدارس، خاصة وأن إدارة الدفاع المدني تولي هذه الخطط عناية كبيرة، وتلقى تجاوبا من إدارة التعليم، ومنسوبو المدارس بنين وبنات يتفاعلون مع الخطط الفرضية للإخلاء بكل دقة ويطبقونها تجريبياً بنسبة نجاح عالية، وأضاف " لحظة وقوع الحادث على أرض الواقع لا نجد سوى التدافع والهروب من النوافذ وعدم الالتزام وتطبيق خطط الإخلاء وقد يكون ذلك مرتبطا بالفزع". مطالباً بضرورة عمل دراسة نفسية للتعرف على أسباب عدم تطبيق خطط الإخلاء في المدارس لحظة وقوع الحريق. وكشف الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم علي القحطاني عن مطالبة الدفاع المدني لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة بإخلاء 5 مدارس من بين 1600 مدرسة لا تتوفر فيها شروط السلامة. مبيناً أن وجود السياج الحديدي على نوافذ المدارس أو ما يعرف ب"شبك الحرامي" يقف حائلاً أمام سرعة الإنقاذ والإخلاء لكونه يستغرق وقتا طويلا حتى حضور فرق الدفاع المدني لقص هذه العوائق لتسهيل الدخول وإخراج المحتجزين.