اضطر الفنان أحمد مكي إلى تأليف وتلحين وغناء أغنية "فيس بوكي" للتبرؤ من الصفحات التي تحمل اسمه على الإنترنت، والتي بلغ عددها أكثر من 60 صفحة، والعجيب أن منتحلي شخصيته راحوا يبثون الأغنية دون الالتفات للهدف منها.. حكاية أحمد مكي نموذج لعدد من النجوم الذين سبب لهم موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صداعا بعد أن أصبحوا صيداً سهلاً لبعض العابثين على الإنترنت. الأمر نفسه بالنسبة للمطرب محمد منير، والذي وجد نفسه هو الآخر ضحية لصفحات "فيس بوك" حيث سرب القائمون على صفحة "محبي محمد منير" أغنيات ألبومه الجديد، والذي كان يفرض عليه سرية شديدة حتى موعد نزوله إلى السوق، والمقرر له فبراير المقبل. ومن بين أهم الصفحات التي تحمل اسم منير "كام واحد بيحب منير في الفيس بوك". وتتناول الصفحة، والتي لا يعلم عنها منير شيئا، تفاصيل حياته بداية من مولده في قريه الدر النوبية بأسوان، وانتهاء بعرض أغانيه مرورا بهجرته مع أسرته إلى القاهرة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي في أوائل السبعينيات، وتخرجه في قسم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون من كلية الفنون التطبيقية". أما الفنانة الشابة دنيا سمير غانم فكانت هي الأخرى ضحية لإحدى صفحات "فيس بوك"، حيث انتحل مجهول شخصيتها، وراح ينشر أخبارا على لسانها دون أن تكون لها أي علاقة بتلك الأخبار. وتقول دنيا "الغريب أن بعض الصحفيين راحوا ينشرون تلك الأخبار، ومنها أخبار مختلقة عن خطوبتي، ولا أعرف ماذا أفعل". عدد من مشاهير الرياضة أيضا سقطوا ضحايا لمنتحلي شخصياتهم على "فيس بوك"، منهم محمد أبو تريكة، لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر، والذي بلغت عدد الصفحات التي تحمل اسمه على "فيس بوك" 138 صفحة، إضافة إلى 18 موقعا يحمل اسمه أو ألقابه أشهرها موقع "أمير القلوب"، والعجيب أن أبو تريكة لا يعرف شيئا عن هذه الصفحات، والتي تنقل أخباره وكأنه هو صاحبها، واكتفى أبو تريكة كما قال ب"تفويض أمره إلى الله". وهناك أيضا لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر أحمد فتحي، والذي فوجئ بصفحة تحمل اسمه على "فيس بوك" تنقل على لسانه أخبارا مثل رحيله عن الأهلي، وتلقيه عروض احتراف من فرق أوروبية"، فتحي أكد أنه لا يعلم شيئا عن تلك الصفحة، ولا تربطه بها أي صلة. ويقول فتحي "ليست لدي أي صفحة على "فيس بوك" أو أي موقع على الإنترنت، هناك أشخاص ينتحلون اسمي وصورتي، حتى وصل عدد الصفحات التي تحمل اسمي أكثر من 20 صفحة، وللأسف اكتشفت أن كثيرا من جماهير الأهلي كانوا ضحية لتلك الصفحات، وانضموا إليها على أساس أنها صفحتي الشخصية". ويضيف فتحي "تخيل أن إحدى الصفحات تاريخ الميلاد الخاص بي الموجود عليها خطأ، فهل من المعقول أن أكون صاحب الصفحة، ولا أعرف تاريخ ميلادي الصحيح، وكثير من أصدقائي سواء في الفريق أو في المنتخب يعانون من نفس المشكلة، وهو ما يعرض بعضهم لمشكلات بسبب بعض التصريحات التي تنسب إليهم زورا على هذه الصفحات". ما قاله فتحي يؤكده نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر حسام غالي، والذي تقدم ببلاغ إلى الجهات المسؤولة للتحقيق في واقعة انتحال أحد الأشخاص لشخصيته على "فيس بوك"، مضيفا "أحد الأشخاص انتحل صفتي، ووضع صورتي واسمي على صفحة، وادعى أنه حسام غالي الحقيقي، وراح يفبرك تصريحات على اعتبار أنها صادرة عن حسام غالي، وللأسف لا أستطيع التعرف على هويته أو شخصيته". ويقول مدير تسويق منتجات ويندوز في مايكروسوفت مصر محمد صلاح "إن مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي هي أن أي شخص يمكنه انتحال شخصية أخرى دون الوقوع تحت طائلة القانون، والضابط الوحيد هو أن يتقدم الشخص ببلاغ إلى شرطة المصنفات لتتولى تتبع الصفحة، ومعرفة صاحبها الحقيقي، أو مخاطبة مسؤولي "فيس بوك" لإيقاف الصفحة لانتحالها شخصيته". ويشير نادر جلال، الخبير في تقنية المعلومات ل"الوطن"، إلى أنه "ليست هناك ضوابط تمنع الأشخاص من انتحال أي شخصية، كما أن عملية تتبع الصفحات لا تتم في الغالب إلا في حالات وقوع الجرائم، وهو ما يتم من خلال تتبع رقم الهاتف الذي يتم تحميل خط الإنترنت عليه، أو من خلال تتبع كارت الشبكة، وفي الحالتين يبقى الأمر صعبا، كأن يكون رقم الهاتف خارج نطاق البلد الذي تم تقديم البلاغ فيه، أو أن ينتحل الشخص صفة الشخصية الشهيرة بالتخلص من جهاز الكمبيوتر الموجود عليه كارت الشبكة، والحل الوحيد مخاطبة الجهات المسؤولة عن "فيس بوك" لغلق الصفحة، وحتى في هذه الحالة يمكن أن يلجأ الشخص الذي ينتحل هوية الشخصية الشهيرة إلى تأسيس صفحة أخرى، وهو ما يجعل من انتحال شخصية المشاهير شبحا يطاردهم صباحا ومساء".