الوطن/ ألو.. عبدالاله الشريف؟ الشريف/ نعم؟ مساعد مدير عام مكافحة المخدرات؟ نعم، للشؤون الوقائية. كيف وقائية؟ هي وقاية الفرد وحصانته قبل تعاطي المخدرات. ما هي آليتكم؟ نحن لدينا استراتيجية شاملة ومتكاملة في حرب المخدرات. ما أهم أطر هذه الاستراتيجية لمكافحة المخدرات؟ أهمها العمل الأمني والميداني، إضافة إلى الجانب الوقائي. ما الفئة العمرية المستهدفة؟ فئة الشباب. تحت أي عمر؟ هي فئة النشء من سن 12 إلى سن 18 سنة. ما أكثر الأعمار تعاطيا للمخدرات؟ من سن 15 إلى 25 سنة. ما مراحل الخطر عند المتعاطي؟ ماذا تقصد بمراحل الخطر؟ المرحلة التي ينتهي عندها المتعاطي؟ حسب نوع المخدر. مثلا حبوب الكبتاجون كم سنة ويظهر خطر آثارها على المتعاطي؟ الخطر الآن يظهر خلال أشهر وليس سنوات. كيف؟ هناك تقارير طبية تفيد بأن من يتعاطى الحبوب البيضاء من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر فستقضي عليه. بهذه السرعة؟ نعم لأن مادة الحبوب البيضاء تدمر خلايا المخ. وخطر متعاطي الحشيش؟ على الفرد المتعاطي؟ نعم ما مدى خطرها الفعلي على المتعاطي؟ متعاطي الحشيش عادة ما يقوم بارتكاب جرائم بشعة. بعد سنة أو سنتين من تعاطيه الحشيش يقوم بارتكاب هذه الجرائم؟ نعم لأن جميع ما يروج من حشيش الآن هو مغشوش وله تأثير سريع على متعاطيه. كيف مغشوش؟ مغشوش وتضاف له بعض المواد الكيميائية القاتلة والمدمرة. ما أعراض التعاطي؟ تغير في المظهر. كيف تغير في المظهر؟ لا يعتني المتعاطي بهندامه ثم يبدأ بالعدوانية والعنف ضد الأسرة وكذلك عدم المحافظة على العمل نتيجة السهر في الليل والنوم بالنهار. وهل هناك أعراض أخرى؟ مثلا يقوم بطلب الفلوس باستمرار والخروج من البيت لأيام أحيانا إلى أن ينتهي به الأمر إلى الإدمان المزمن ثم العزلة عن الناس والمجتمع. من يقود حرب المخدرات ضدنا؟ نحن لا نواجه مثل ما تواجهه بعض دول العالم بما يسمى المافيا العالمية نحن تستهدفنا عصابات متفرقة. ما هدفها؟ هدف هذه العصابات الكسب المالي الحرام وتدمير عقول الشباب، هذه هي الحرب التي نقف في وجهها. أنتم من؟ نحن المديرية العامة لمكافحة المخدرات ورجال الجمارك ورجال حرس الحدود وكل السلطات الأمنية الأخرى، كلنا نقف في وجه آفة المخدرات. هل تسيطرون على زمام هذه المعركة؟ الحرب مستمرة ورجالنا يعملون الليل والنهار من أجل الوقوف بوجهها لأن مهربي المخدرات لا يتوانون في استخدام كل الوسائل لتسريب سمومهم إلى داخل البلاد. كيف تفشلون حملات التهريب؟ لدينا مكاتب اتصال في جميع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تبادل المعلومات لإجهاض عمليات التهريب التي تستهدف المملكة. كم نسبة ما تضبطونه سنويا من عمليات التهريب؟ من مادة حبوب الكبتاجون، نحن نضبط ما نسبته 28% من ضبطيات دول العالم، وهذا يعطيني مؤشرا على نجاح المملكة في مواجهة المخدرات. ما المواقف الإنسانية التي شاهدتها كرجل تكافح المخدرات؟ هناك مواقف وحالات كثيرة شاهدناها وعايشناها بألم وحسرة. اعطنا بعض هذه الحالات. أذكر شخصا متعاطيا بدا يشك في ابنه. كيف يشك في ابنه؟ بدا ينتاب هذا المتعاطي شك بأن ابنه هذا ليس ابنا شرعيا. كم عمر ابنه الذي يشك فيه؟ عمر ابنه عشر سنوات، وبفعل المخدر أخذ يتعاظم داخله الشك وانتهى به الأمر إلى نحر ابنه. ومات الابن؟ نعم نحره بسكين ومات ابنه، أنا عايشت هذه الحالة وتأثرت من أجلها كثيرا، وهذا ما يدفعنا إلى مضاعفة العمل ليلا نهارا من أجل مواجهة ومكافحة هذه الآفة. وهل تذكر لنا واقعة أخرى بفعل المخدرات؟ هناك متعاط آخر زوجته معلمة فكان يطلب منها فلوسا لشراء المخدر، وعندما رفضت أن تعطيه في إحدى المرات أخذ طفلته ذات الثلاث سنوات ورماها من الدور الثالث وفارقت الحياة لأن زوجته لم تعطه مبلغا لشراء المخدر. وماذا تذكر من هذه المواقف الأخرى؟ أذكر شخصا تجاوز عمره 55 سنة، وأدمن على المخدرات وكان لديه مصنع فباع المصنع ثم باع منزله وكل ما يملك فأسكنه أهل الخير في شقة هو وأهله ثم طلق زوجته، وقامت إدارة المخدرات بعلاجه، وعندما تعافى جاءني يبكي. لماذا؟ عندما تعافى اكتشف أن ابنته متزوجة دون علمه لأنه كان غائبا بتأثير مفعول المخدرات. مستشفيات الأمل هل هي المحطة الأخيرة للمدمن؟ لا، إضافة إلى مستشفيات الأمل هناك البرامج التأهيلية أو الرعاية اللاحقة، وهذه تستمر طوال حياته لمساعدة المدمن. ما الذي تود قوله في نهاية حوارنا هذا؟ لا بد من الإشارة إلى النجاحات المتميزة للمديرية العامة لمكافحة المخدرات في الجانبين الأمني والوقائي، وذلك بتوجيهات من ولاة الأمر ثم بمواكبة وإشراف مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان ناصر المحرج.