اقتربت فلسطين خطوة نحو الفوز بالعضوية الكاملة في منظمة اليونسكو بعد موافقة مجلسها التنفيذي على طرح الأمر على الدول الأعضاء بالمنظمة وعددها 193 دولة للتصويت عليه في وقت لاحق الشهر الحالي. وأفاد مصدر في اليونسكو أن 40 من ممثلي 58 دولة عضواً بالمجلس التنفيذي للمنظمة صوتوا لصالح طرح الأمر للتصويت في مقابل رفض أربع دول هي الولاياتالمتحدة وألمانيا ورومانيا ولاتفيا وامتناع 14 دولة. وسيتم التصويت على الطلب في المؤتمر العام للمنظمة الذي يعقد خلال الفترة من 25 أكتوبر إلى 10 نوفمبر وتشارك فيه كل الدول الأعضاء في المنظمة التي مقرها باريس وعددها 193. ولقي التحرك الفلسطيني في اليونسكو معارضة واسعة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل بدعوى أن الطريق إلى إنشاء دولة فلسطين لا يكون إلا من خلال المفاوضات، وفي هذا السياق هدَّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن إقرار عضوية فلسطين سوف يدفع الولاياتالمتحدة لتخفيض مساهمتها في ميزانية اليونسكو. وقالت في مؤتمر صحفي في عاصمة جمهورية الدومينيكان أمس "ما حدث هو أمر يتعذر تفسيره، أود أن أحث المجلس التنفيذي على التفكير ثانية قبل المضي قدماً في إجراء التصويت لأن القرار الخاص بالوضع يجب اتخاذه في الأممالمتحدة لا في منظمات فرعية تابعة لها". وبدوره قال سفير إسرائيل لدى اليونسكو نمرود باركان إن القرار سيضر بالمنظمة ولن يعزز آمال الفلسطينيين في إقامة دولة. وقال "المشكلة هي أن تسييس اليونسكو سيضر بقدرتها على تنفيذ مهمتها، ورغم ذلك نرى أنه لا يزال هناك وقت للاستيقاظ وإيقاف محاولات تسييس الأمور". من جانبه اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن التصويت في اليونسكو يظهر بوضوح وجود تأييد كاف للفلسطينيين، وقال "نحن ماضون في خططنا، وعضوية اليونسكو حركة سياسية أخرى بالاتجاه الصحيح تعزز مكانتنا، وتوضح أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب شعبنا لإقامة دولته." من جهة أخرى انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس المماطلات الإسرائيلية التي تقف حائلاً دون إتمام عملية السلام، معتبراً أن مطالب تل أبيب المتكررة بالاعتراف بيهودية إسرائيل واستمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والتطهير العرقي في القدس تدفع نحو تقويض حل الدولتين، ودعا في كلمته أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أمس للاعتراف بدولة فلسطين وقبول عضويتها الكاملة في الأممالمتحدة، وقال "نؤكد على الحفاظ على سلمية تحركنا لأننا نرفض العنف، وسنخيب آمالهم بدفعنا نحو التطرف". ودعا عباس أوروبا للقيام بخطوة تاريخية وقال "الاعتراف بدولة فلسطين هو حماية للإنجازات التي تحققت بفضل الجهد الأوروبي، وهو تعزيز لمكانة أوروبا ودورها الريادي في دفع عملية السلام". إلى ذلك بدأ الرئيس الفلسطيني جولة خارجية واسعة استهلها من جمهورية الدومنيكان، ومنها إلى كولومبيا وهي دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، على أن يعود في الثالث عشر من الشهر الجاري إلى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأشار وزير الخارجية رياض المالكي إلى أن الهدف الأول من الجولة هو التأكيد على مواقف الدول التي التزمت بالوقوف مع الحق الفلسطيني منذ البداية، وأن زيارة كولومبيا التي أعلنت بشكل رسمي امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن يأتي على أمل إقناعها بتغيير موقفها، لاسيما وأنها تمثل أميركا الجنوبية التي اعترفت كافة دولها بدعم الطلب الفلسطيني.