شهد عدد من المدن العراقية تظاهرات كبيرة أمس، ففي بغداد تظاهر الآلاف لمطالبة الحكومة بتحسين الخدمات وتأمين حقوق المواطنين، وقاد تظاهرات بغداد التيار الصدري، وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد أعطى الحكومة "فرصة أخيرة" في بيان تلاه في الخامس من هذا الشهر من أجل تحسين الخدمات في البلاد، وجاء في بيان الصدر "أجد من المصلحة أن يهب الشعب العراقي بكافة أطيافه للخروج في مظاهرة مفتوحة لأجل المطالبة بحقوقه وخدماته"، لكنه استدرك قائلا "هذه آخر فرصة، قبل تحديد موعد تلك التظاهرة الشعبية السلمية المفتوحة". وفي مدينة الكوفة تظاهر الآلاف مطالبين الحكومة بترقية الخدمات وبسط الأمن ومحاربة الفساد وشارك في التظاهرة نواب في البرلمان عن التيار الصدري. وفي الأنبار خرج آلاف العراقيين السنة بعد صلاة الجمعة في مظاهرات شملت مناطق متفرقة من المدينة مطالبين بإطلاق سراح 8 أشخاص قامت قوات عسكرية باعتقالهم دون وجود أوامر قضائية، على خلفية اتهامهم بالتورط في مقتل 22 شيعياً الأسبوع الماضي. وهدد المتظاهرون بقطع الطريق البري الدولي الرابط بين العراق وكل من سورية والأردن في حال استمر احتجاز المعتقلين وطالبوا الحكومة بنقلهم إلى بغداد للتحقيق معهم ومحاسبة الذين اعتقلوهم. إلى ذلك وجَّهت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني انتقادات لاذعة للقيادات السياسية في البلاد وطالبتها بتحمل المسؤولية لإطفاء الفتن والابتعاد عن كل ما يدعو لإعادة العجلة إلى الوراء، وقال معتمد المرجعية أمام آلاف المصلين في خطبة صلاة الجمعة "منذ أكثر من 8 سنوات على سقوط النظام السابق لا يزال الدم العراقي غير مصان ولا تزال هناك مجاميع تحاول أن تتاجر بالعراق للحصول على الأموال، أو أنها تربت على حقد دفين من مدارس فكرية مريضة لا تعرف إلا منطق القتل". وأضاف "يكفينا أن نتعامل فيما بيننا بطريقة تبادل التهم أو أن نذبح بعضنا مقابل حفنة من الأموال وأن تعلو الأصوات النشاز على المعتدلة وأن يكون الإعلام تحريضياً مأجوراً يدعو إلى القتل". ميدانياً تسبب انفجار عبوة ناسفة أمس على دورية للشرطة العراقية شرق بعقوبة في مصرع ضابط عراقي برتبة ملازم أول وإصابة 3 من عناصر الدورية بجروح.