خرج المئات من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد والمدن العراقية الأخرى، بعد صلاة الجمعة بتظاهرات رفعت شعارات متباينة بينها توفير الخدمات، وخروج المحتل، وتقديم الشكر للحكومة لموافقتها «مبدئياً» على المطالب الثلاثة لزعيم التيار، وأدى التضارب في أهداف التظاهرة إلى استجابة أعداد أقل من المتوقع. وكان الصدر طالب اتباعه بالخروج في تظاهرات سلمية بعد صلاة الجمعة لتحقيق الشروط الثلاثة، وهي إعطاء حصة من النفط لكل مواطن، وتشغيل ما لا يقل عن خمسين ألف عاطل من العمل، وتوزيع الوقود على المولدات مجاناً. في بغداد ندد المتظاهرون الذين قدر عددهم بالمئات في مدينة الصدر بغياب الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي، وحمل بعضهم مولدات، في وقت هتف آخرون شاكرين الحكومة، مطالبينها بالاستجابة الفورية لتحقيق مطالب زعيمهم. واتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات مكثفة لحماية المتظاهرين. وكان التيار الصدري اعلن امس انه حصل على الموافقات الرسمية لإقامة تظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات تأييداً للحكومة. وأغلقت القوات الأمنية الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وسط العاصمة فيما حلقت طائرات مروحية لحماية التظاهرة. وفي مدن الفرات الأوسط (بابل والنجف وكربلاء») اجمع المتظاهرون الذين لم يتعدوا المئات على المطالبة بخروج المحتل وتوفير الخدمات ولم يهتف أحد شاكراً الحكومة بل نددوا بالفساد وغياب الخدمات وسط إجراءات أمنية مشددة. وفي الكوفة (150 كم جنوب بغداد) احد ابرز معاقل التيار الصدري ومركز السيد مقتدى لم يتعد المتظاهرون المئات أيضاً وكانت المطالب هي ذاتها التي رددها المتظاهرون في المحافظات الأخرى. وأثارت الأعداد المحدودة لحجم المتظاهرين تساؤلات عن السبب. وقال الكاتب والإعلامي محمد الفحام ل «الحياة» إن «اتباع السيد مقتدى الصدر غالبيتهم من الطبقات الفقيرة المهمشة، وجاء التفافهم حول الصدر بسبب إحساسهم بأنه يطالب بحقوقهم واتخاذه موقف المعارض»، مشيراً إلى أن «التناقض الواضح في بيانات تيار الصدر والتنديد بالحكومة تارة وشكرها تارة أخرى، دفع الكثير من أنصاره إلى اتخاذ موقف الحياد وتجنبوا الاستجابة للتظاهرة». وقدم المئات من متظاهري مدينة البصرة جنوب العراق بعد خروجهم من صلاة الجمعة شكرهم إلى الحكومة على موافقتها على مطالب السيد مقتدى الصدر. ورددوا عبارات شكر للحكومة داعين إلى تحسين الخدمات وإنهاء الوجود الأميركي في البلاد». وقال النائب عن «كتلة الأحرار» عدي عواد إن «تظاهرتنا اليوم تعبر عن الديموقراطية بمعناها الحقيقي». وأضاف أن «مطالب الصدريين لاقت قبولاً واضحاً من الحكومة، ونتوجه إليها بالشكر للجهود التي بذلتها الحكومة المحلية أيضاً»، مشيراً إلى أن «المطالب الثلاثة ستنفذ خلال العام الجاري أو المقبل».