عبر عدد من طلاب المدارس الخاضعة لأعمال الصيانة في المدينةالمنورة عن استيائهم من الأجواء المتردية داخل فصولهم الدراسية، فيما قفز بعضهم من نوافذ الفصول إلى خارج المدرسة، متحدين بذلك عددا من الاحتياطات الاحترازية التي وضعتها بعض إدارات المدارس للحد من هروب الطلاب، وذلك في مخالفة صريحة للائحة نظام المخالفات والسلوك التي أصدرتها وزارة التربية في وقت سابق. أحد الطلاب الذين التقتهم "الوطن" عقب تمكنه من الهرب صباح أمس، قال إن تهشم زجاج النوافذ ورداءة التكييف في الفصول، جعل يومهم الدراسي لا يطاق، مما دفعهم إلى الهروب بعيداً عن تلك الأجواء الخانقة، في حين أكد زميله أنه يستحيل عليهم فهم الدروس في أجواء مزعجة بأصوات المطرقة وتكسير الجدران وصوت المنشار. وبدا أن بعض إدارات المدارس كانت أمام تحد كبير مع ظاهرة هروب الطلاب، الأمر الذي دفع إدارة المدرسة إلى ابتكار جملة من الاحتياطات لقطع الطريق على من يحاول الهرب، فمضت في وضع قطع من بقايا زجاج العبوات الحادة على أجزاء السور، فضلاً عن قواطع حديدية جارحة وزعت على السور بعناية. ورغم كل تلك التدابير إلا أن إرادة الطلاب كانت أقوى من تلك التدابير إضافة إلى عدم مبالاتهم في تطبيق لوائح المخالفات والسلوك بحقهم. ووفقاً لحديث الطالب "ع، ج" فإن هروبه وزملاءه جاء نتيجة رغبتهم في الخروج من المدرسة وكذلك ما يعانون منه من إزعاج نتيجة أعمال الصيانة بالمدرسة، إضافة إلى قدرتهم على الفرار من نوافذ الفصول المحطمة وغير الواقية من الحرارة، إضافة إلى تردي أوضاع التكييف في الفصول. ورصدت "الوطن" خلال وقوفها على حادثة الهروب عددا من الطلاب يقضون فسحتهم اليومية داخل الفناء وسط ركام الحديد ومواد البناء التي غطت مساحة كبيرة من فناء المدرسة، فيما كان العاملون يباشرون أعمال الإنشاء والبناء. كما رصدت "الوطن" عددا من المدارس وهي تضع على سورها قواطع وعوائق حديدية وزجاجا للحد من هروب الطلاب أثناء اليوم الدراسي، إضافة إلى منع تعرضها للسرقة بعد انتهاء اليوم الدراسي أو خلال العطلات. يذكر أن مدير شؤون المباني المدرسية والتعليمية بإدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة فيصل عبدالله التركي، كان قد أكد ل "الوطن" أول من أمس أن 50 مدرسة من المدارس التابعة للإدارة بالمدينةالمنورة لا تزال تخضع للصيانة وجميعها استقبلت طلابها مع بداية العام الدراسي الجديد ولم يطرأ عليها أي تغير في مكان ومواعيد الدراسة. وأوضح أن مدرستين فقط تابعتين للإدارة أغلقتا للصيانة ونقل طلابهما اضطرارياً لمبنى مدارس تابعة لإدارة التعليم مجاورة لهما بدوام بعد الظهيرة "مسائي"، مشيراً إلى أن هذا الإجراء وقتي حتى تعود مدارسهم للعمل بعد الصيانة. وأضاف أن مبنى إدارة التربية والتعليم لا يزال تحت الصيانة والترميم. واعتبر التركي أن مدة الإجازة المدرسية لم تكن كافية لانتهاء أعمال الصيانة في المباني ومبنى الإدارة.