لا تزال حرائق الصيف تمثل هاجسا كبيرا للمواطنين والمقيمين خلال فصل الصيف ، ومع حرارة الأجواء التي تشهدها الشرقية الأيام المقبلة تتضاعف تلك المخاوف ويحاول المواطنون البحث عن حلول عديدة لمواجهة المشكلة التي تتجدد كل عام ، وخلال الفترة الماضية تحولت الحرائق المتكررة في فصل الصيف الى عادة على غرار انقطاع التيار الكهربائي، واصبح المسوغ الدائم الذي يسوقه المسؤولون كلما نشب حريق هو اتهام أعقاب السجائر أو الماس الكهربائي ، وقد يرى البعض أننا نبالغ في مطالبنا من الدفاع المدني والاجهزة الاخرى ، أو أننا لاندرك جهودهم ولكن من ينظر بإنصاف لتلك المطالب وسط كل ما حققته المملكة من تنمية يدرك أنها أقل ما يمكن فى ظل حجم الإنجاز ، وإذا كانت أجهزة بعينها عاجزة عن التعامل مع الأسباب التي قد تقود لاندلاع الحرائق أومحاسبة المتسببين فيها ، وبالتالي عدم السيطرة عليها، فكيف اذن ستواجه مفاجآت قد تكون أكبر .. «اليوم» تفتح ملف حرائق الصيف وتدق جرس الانذارأمام مختلف الجهات المعنية. الحرائق تمثل هاجسا كبيرا خلال فصل الصيف ( اليوم ) تشير احصائيات الى اخماد 80 بالمائة من حرائق المدارس قبل وصول فرق الدفاع المدني من خلال مديري ومديرات المدارس اوالهيئات التعليمية المنسقة مع الدفاع المدني ، ونظرا لان إنقاذ الأرواح يعتبر الهدف الأول عند وقوع الحريق داخل المدارس فإن الامر يتطلب إعلام وإنذار الطلاب والإدارة التعليمية الموجودين داخل المبنى بمجرد وقوع الحريق حتى يستطيعوا مغادرته قبل أن تمتد النيران وتنتشر ويتعذر عليهم الهروب ويستلزم ذلك وجود وسيلة إعلان وإخطار عن الحريق داخل المباني تكفل إنذار الموجودين بوقوع الحريق ويجب أن يتم تجهيز المباني والمنشآت بأنظمة الإنذار بغرض حماية المباني من أخطار الحريق وذلك بتوفير إنذار مبكر حتى يمكن إخلاء المبنى ومكافحة الحريق بصورة أولية من قبل الأفراد المدربين ثم استدعاء فرق الدفاع المدني للمكافحة الفعلية والإنقاذ إذا لزم الأمر ، وتوضح دراسة اجرتها الشركة السعودية للكهرباء في وقت سابق أن أغلب الالتماسات الكهربائية تحدث في مباني المدارس «المستأجرة» وذلك لعدة أسباب منها قيام بعض إدارات المدارس بإضافة أجهزة تكييف خاصة في فصل الصيف دون التنسيق مع الجهات المختصة بالشركةأكملت إدارة التربية والتعليم استعدادها التام لاستقبال الصيف وحرارة الأجواء والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الحرائق ، وأوضح مدير إدارة التربية والتعليم الدكتور عبد الرحمن المديرس أن هناك لجانا تفقدية تقوم بزيارات ميدانية للمباني المدرسية يقوم بها عدد من المشرفين على البنين ومشرفات على البنات .مما يؤدي لارتفاع الأحمال الكهربائية وبالتالي حدوث الحرائق حيث إن الالتماسات الكهربائية والحرائق المحدودة التي تتعرض لها بعض المدارس تعود لأخطاء فنية شائعة منها تشغيل قواطع الكهرباء دون الانتباه إلى أن المكيفات في حالة تشغيل الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التماس بسبب الضغط العالي إضافة للتبديل الخاطئ للفيوزات التي لا تنفصل تلقائيا عند زيادة الحمل الكهربائي وهناك قطعا أسباب أخرى تقود لهذه الظاهرة منها افتقار بعض المدارس لوسائل السلامة وعدم التزامها بعمل الصيانة الدورية والعامة ، ويؤكد المتحدث الرسمي لإدارة الدفاع المدني بالشرقية المقدم منصور الدوسري عن اندلاع 67 حادث حريق في المدراس العام الماضي بما نسبته حوالي 1 بالمئة من إجمالي الحوادث وترجع معظم أسباب الحوادث في المدارس لزيادة الأحمال الكهربائية تعتبر المدارس باختلاف مراحلها من أكثر المواقع التي من الممكن أن تتعرض للحرائق وهي تحتوي بين جنباتها مئات من الطلبة والطالبات كما أن هناك بعض المخاطر التي تحتويها هذه المدارس لو لم يتم التعامل معها بشكل جيد ورفع مستوى الوعي الوقائي بين الطلاب والطالبات فيما يتعلق بإجراءات السلامة وكيفية تلافي الحوادث وكيفية التصرف السليم عند وقوعها.
إخلاء اضطراري وتدريبات سلامة اعتمدت مديرية الدفاع المدني على أهم الأمور الإجرائية وهي الوقائية ومن خلالها يتم اتخاذ إجراءات لمنع الإصابات والحوادث ووضع اشتراطات للأمن والسلامة وتدريب المدرسين والمدرسات على الأمن والسلامة ليقوموا بدورهم في عملية الإرشاد وأيضا التعاون مع الجهات ذات العلاقة للقيام بعمل محاضرات وندوات عن الأمن والسلامة للطلبة والمدرسين بحصص النشاط أو من خلال أي نشاطات أخرى بالإضافة إلى التأكيد من وجود خطط لحالات الطوارئ والإخلاء الاضطراري بالمدارس والتأكد من أن المدرسة بيئة مناسبة وملائمة ومضمونة الأمن والسلامه ويجب أن تتضمن خطة العمل جانبين وتتمثل بجاهزية المدرسة كبناء يوفر الأمن والسلامة للطلبة ، وإجراءات الأمن والسلامة المدرسية والسلامة الصحية التي يجب اتخاذها واتباعها من قبل إدارة المدرسة.
استبعاد تكرار انقطاعات التيار على الرغم من استعدادات مديرية إدارة الدفاع المدني وخططها، إلا أن المخاوف تبقى قائمة من تكرار قطع التيار الكهربائي، الذي يُسهم أيضاً في زيادة نسبة الحرائق، بسبب لجوء بعض أصحاب المنازل إلى إعادة التيار بطرق عشوائية ، ويوضح مصدر في الشركة السعودية للكهرباء، أنه سيتم زيادة أحمال التيار الكهربائي، خصوصاً أن بعض المستفيدين يسيئون استخدامه، مستبعداً حدوث انقطاعات «متكررة للكهرباء في صيف هذا العام، مقارنة مع العامين الماضيين» وفي هذا الصدد ، استغل عدد من محال إصلاح المكيفات، موسم بدء الصيانة لرفع الأسعار واستغلال حاجة المترددين عليها ويشير إبراهيم العلي إلى مخاوفه من حدوث حريق في منزله على غرار ما وقع العام الماضي بسبب ضعف الأحمال الكهربائية، وتلف بعض الأسلاك الداخلية في المنزل، إضافة إلى قدم جهاز التكييف، كل ذلك ساهم في نشوب حريق المنزل الذي أسفر عن إصابة اثنين من ابنائه ولكنه هذا العام قرر عمل صيانة كاملة للمكيفات رغم التكلفة العالية.
تدابير وإجراءات لمواجهة الطوارئ بالمدارس
فرق صيانة للمباني المدرسية على مدار الساعة أكملت إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية استعدادها لاستقبال الصيف وحرارة الأجواء التي قد تؤدي في بعض الأحيان «لا قدر الله» إلى نشوب حرائق، وأوضح مدير إدارة التربية والتعليم الدكتور عبد الرحمن المديرس أن هناك لجانا تفقدية تقوم بزيارات ميدانية للمباني المدرسية يقوم بها عدد من المشرفين على مدارس البنين ومشرفات على مدارس البنات في فترة الصباح، بالإضافة لتواجد فرق الصيانة على مدار الساعة في فترة المساء للتأكد من سلامتها وتوافر جميع وسائل السلامة التي تشترطها إدارة الدفاع المدني، وتم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الظروف المناخية حرصا على سلامة الطلبة والطالبات»، وأضاف د. المديرس ان وزارة التربية والتعليم اعتمدت خطة للطوارئ وإدارة الأزمات في مدارس التعليم «بنين وبنات «، اشتملت على آلية لتطبيق شروط السلامة ونشر الوعي الوقائي بين منسوبي المدارس والطلاب ورفع روح المحافظة على المكتسبات التعليمية ومواجهة الأخطار التي تهدد حياتهم وكيفية تجنبها من خلال غرس السلوك الوقائي وحددت الخطوات الأولية اللازمة لإدارة الطوارئ في تكوين فريق عمل متكامل في المدرسة وقت الأزمات والطوارئ من الكوارث الطبيعية أو الحرائق مع تحديد الأهداف وترتيبها حسب الأولوية وتنفيذها في الوقت المناسب مع وضع الحلول المناسبة وإمكانية تطبيقها في المدرسة والاعتماد على أرقام طوارئ في مكان بارز، إلى جانب عقد دورات تدريبية لتأهيل الكادر التعليمي للتعامل مع حوادث الحرائق ، بالإضافة لتوفير وسائل ومعدات السلامة في المباني المدرسية والتأكد من توافر أجهزة المكافحة الأولية لجميع أنواع الحرائق وأن تكون صالحة للاستخدام الفوري.
تنظيم عمل التكييفات يسهم في تفادي الحرائق
تنظيم الأحمال على أجهزة التكييف وتأمين التوصيلات دعا مصدر بالدفاع المدني، الأهالي لاتخاذ الاحتياطات المناسبة واتباع كافة التدابير الوقائية لمواجهة ظاهرة حرائق الصيف حفاظا على سلامتهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة، وأضاف أنه مع حلول فصل الصيف وبدء موسم العطلات السنوية تظهر نوعية محددة من الحرائق التي تتزايد بشكل لافت في هذا الوقت من العام ومن أبرزها حرائق المدارس التى تتضرر فيها مرافقها ، وكذا المنازل التي تندلع خلال وجود أصحابها خارج الدولة لقضاء عطلاتهم الصيفية ما يتوجب على الاهالي الراغبين في السفر القيام بفصل التيار الكهربائي عن المنزل من المفتاح الرئيس المغذي للمنزل مع أحكام اغلاق اسطوانات الغاز والتأكد من عدم وجود أي تسرب فيها، مشيرا الى أن حرائق الصيف تتضمن أيضا حرائق السيارات التي تنتج عن اهمال أصحابها لها من خلال عدم اجرائهم الفحص الدوري لكمية المياه المتواجدة في المبرد الخاص بها ولعدم استبدال الزيوت بشكل دوري أو عدم التأكد من صلاحية المكابح والاطارات وبخاصة في المركبات الثقيلة ما يزيد معدلات الحرائق في الصيف، ولفت الى ان اتخاذ الاهالي التدابير والاجراءات الوقائية والالتزام الكامل بالتعليمات والاشتراطات الوقائية سيسهم في الحيلولة دون ارتفاع معدل الحرائق خلال أشهر الصيف التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، حيث يتوجب عليهم عدم زيادة الحمل على أجهزة التكييف والاقتصار على تشغيل المكيفات في الغرف التي يتواجدون فيها فقط وتأمين التوصيلات منعا لحدوث ماس كهربائي وهو ما يعتبر أحد أبرز مسببات حرائق الصيف، مشددا على أهمية توفير مالكي وسائقي المركبات لطفايات حريق في مركباتهم لضمان سرعة التدخل في حال اشتعال النيران فيها، وبالتالي التقليل بقدر الامكان من الخسائر البشرية والمادية التي قد تسفر عنها الحرائق.