قبل أيام من موعد رمضان، يحرص الكثير من الطلبة المبتعثين "العزاب" على تحسين علاقتهم مع زملائهم الطلبة من "المتزوجين"، وذلك أملاً في الحصول على وجبة إفطار اليوم الأول من رمضان والأيام التالية، ويضمن المبتعث بذلك إفطارا شهيا وصحيا في نفس الوقت، ويعيد به ذكريات الماضي. ابتسم المبتعث ناصر المفدى، وهو يرسل رسالة يهنئ فيها صديقه "المتزوج" بمناسبة دخول شهر رمضان، وتبسم أكثر حين رد صديقة على الرسالة يشكره على التهنئة "وقال بصوت عال" ضمنا فطور اليوم الأول..!". لم يخف ناصر سر هذه الرسالة، وقال في حديثة ل"الوطن" نحن عزاب "باختصار لا نقوى على الطبخ والنفخ، وإذا شاء القدر وزرنا "المطبخ" حتما ستكون الزيارة "فاشلة"، لذلك علينا أن نحسن علاقتنا مع أصدقائنا المتزوجين، لنضمن بذلك وجبة دسمة". أما المبتعث فهد العنزي، فلم يستغرب من "اقتراب أصدقائة "العزاب"، الذين يقطنون معه في نفس البناية به أكثر، فهم كما يقول "أصبحوا أكثر لطفا" قالها ضاحكا، وأضاف، سنكسب فيهم أجر هذا الشهر الكريم، وسنمد لهم المؤن الغذائية قدر ما نستطيع". في حين وصف المبتعث محمد الصويلح، الذي ذاق "صيام الغربة" أن "تلزق" العزاب بأصدقائهم المتزوجين خاصة مع بداية رمضان "بالطبيعي" فهم "أي العزاب" يبحثون عن السهل والقريب، ولا يملكون الوقت لدخول المطبخ لإعداد فطور لا يعلم أحد نهايته. وأضاف الصويلح "أتذكر العام الماضي أن أحد الطلبة المتزوجين أعد سفرة رمضانية في أحد الحدائق القريبة من معهد اللغة في فلادلفيا، ودعا جميع الطلبة السعوديين لتناول الإفطار تحت ضوء الشموع، كون الوقت كان مظلما"، ويصف الصويلح هذه اللحظة "بالذكرى الجميلة التي لا تنسى، فمثل هذه المواقف تكسر حاجز الغربة، وتتيح لك فرصة الالتقاء بأصدقاء جدد، لتعيد شريط ذكريات "صوم السعودية الجميل".