تتشابه كثير من الدول العربية والإسلامية في استقبالها لشهر رمضان المبارك وفق عادات وتقاليد تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل غير أن هذا التشابه في العادات لا يلغي خصوصية التميز ببعض الأمور. ويوضح الكاتب الصحافي جمال الدوبحي رئيس تحرير صحيفة الشروق الماليزية الإلكترونية أن الحكومة الماليزية ممثلة بوزارة السياحة وكذلك وزارة الثقافة والفنون تقيم كثيرا من المهرجانات والفعاليات في هذا الشهر تجذب بها السياح من الشرق الأوسط. وقال إن الحكومة الماليزية حريصة على أن تضفي على رمضان في ماليزيا نكهة عربية وتستضيف أئمة من المملكة العربية السعودية لإمامة الناس في صلاة التراويح في المساجد الرئيسة في ماليزيا بتنسيق مع السفارة السعودية في كوالالمبور. بعض الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الماليزية يفضلون تناول إفطارهم في المطاعم العربية حيث يقول الطالب المبتعث محمد الجهني أوقات الدوام الدراسي في ماليزيا لا تتغير فهي في رمضان كغيرها من الشهور وبعد عناء يوم دراسي نذهب أنا وزملائي إلى تلك المطاعم التي تخصص بوفيهات مفتوحة وبأسعار تنافسية ويقوم أصحاب المطاعم بالتفنن في استقطاب الزبائن من سرد لقائمة المأكولات وتهيئة المكان بجلسات عربية وتزيينها على طريقة تشعر المرء بالجو الرمضاني العربي. أما العزاب في شهر رمضان المبارك الذين يمضونه بعيداً عن الأهل والوطن تشكل اللحظات العائلية أجمل ذكرياتهم فكلما ظنوا أنهم اعتادوا على حياة الغربة جاء رمضان يذكرهم بسفرة الوالدة التي يجتمع حولها جميع أفراد الأسرة على مائدة غنية بالأطباق التي يشتهونها في مشهد حميم قد لا يتكرر كثيراً في السنة. ويعبر الطالب هلال العتيبي من مكةالمكرمة بأن الغربة بحد ذاتها مرة ورمضان يقلب المواجع ويذكره بالجو العائلي، و لذلك يحرص على تناول وجبة الإفطار مع أصدقائه ويضيف أن فرصة عطلة نهاية الأسبوع يذهب إلى شارع السلطان عبدالصمد حيث تقيم وزارة الثقافة والفنون الماليزية بإغلاق الطرق المؤدية لهذا الشارع وتفرش الطرقات بموائد الإفطار أمام قصر السلطان عبد الصمد التاريخي فيشعر بأجواء تشبه ما يستذكره في مكةالمكرمة فالفطر في أجواء تاريخية مع جمال الهندسة المعمارية ما يجعله يتحمل الغربة والبعاد عن الأحبة والأهل والأصدقاء ويروي أطرف المواقف التي تحدث في صلاة التراويح حين يتحول دعاء الإمام من اللغة العربية إلى اللغة الماليزية، وأصعبها في نهار رمضان عندما نجد المطاعم مفتوحة ونرى الهنود والصينيين يأكلون جهارا وتشتهر ماليزيا بمطاعمها متنوعة الثقافات ووجباتها مثل البابور لامبوك ومرتباك وناسي جورينج وغيرها من المأكولات التي لا يتناولها المسلمون. ويقول الطالب سامي السيد من السعودية "نفتقد كثيراً للجو الأسري ونعاني من المطاعم التي تقدم أطباقا متشابهه مما نشعر بروتين ممل يطغي على الأجواء الرمضانية في هذا البلد لكن يستدرك السيد قائلاً في ماليزيا وخاصة في شهر رمضان هناك ما يعرف ب"بازار رمضان" الذي يزخر بأصناف الطعام كافة في مختلف الولايات الماليزية وأحاول أن أزوره بانتظام لكي أتعرف على ثقافة هذا الشعب في هذه البلاد وأرجع إلى البيت وقد تفننت في اختيار وجبات الإفطار وتشترك المساجد في ماليزيا بتأدية صلاة التراويح 21 ركعة، ويشاركه الطالب المبتعث في جامعة تناجا الوطنية ممدوح الشنبري ويقول نقضي ما يقارب 14 ساعة في الصوم في ماليزيا ورمضان يتيح لنا فرصة عظيمة في التغيير وكسر الروتين اليومي وهذا لا يتحقق إلا في هذا الشهر الكريم وبين الشنبري خلال حديثه أن الاجتهاد في العبادات بحد ذاته عمليه تغيير إلى جانب أننا نتعاون مع أصدقاء متزوجين أو يعيشون مع أهليهم بتحضير وجبات سعودية نقدمها للعزاب من الطلاب تارة نقدمها لهم في المسجد وتارة ندعوهم ونستضيفهم في بيوتنا. من جهته يؤكد الطالب نائب رئيس نادي الطلبة السعوديين بكوالالمبور محمد الشيخ على حرص النادي على إقامة كثير من الأنشطة والفعاليات التي تجمع بين المتعة والفائدة حيث قال سوف نقيم مسابقة في حفظ القرآن الكريم ونقدم كثيرا من الدورات التدريبية ولم ننس محبي الرياضة حيث إننا سوف نقيم دوريا في كرة القدم والطائرة وسيكون هناك الإفطار الأول مع سفير خادم الحرمين الشريفين والملحق الثقافي وقد سبق ذلك توزيع تمور الأمير سلطان بن عبدالعزيز –رحمه الله- لعموم الطلاب السعوديين ومرافقيهم في العاصمة كوالالمبور وضواحيها ومختلف الولايات الماليزية.