لا تكتمل نكهة رمضان وروحانيته إلا في جو أسري خصوصا حين ينطلق الأذان من المنارات إيذانا بدخول أول لقمة إلى الجوف. كثيرون هم المحرومون من هذا التلاحم الأسري ممن أجبرتهم الحياة على مغادرة أوطانهم وأسرهم، بحثا عن لقمة العيش ليستقر الحال بهم على الأرصفة أو موائد المساجد التي يقدمها المحسنون وأهل الخير. عدسة «عكاظ» التقطت سائق الشاحنة صفدر علي الباكستاني الجنسية، الذي باغتته الكاميرا وهو يحضر إفطارة على جزء من شاحنته مكونا مطبخا صغيرا أعده خصيصا لشهر رمضان. يقول صفدر: «أكثر من عشر سنوات وأنا أتنقل بمطبخي الصغير في كل سفراتي، وحين يقترب نداء الحق إيذانا بالإفطار أتوقف في أقرب مكان وأبدأ في إعداد فطوري منتظرا أول تكبيرة تعلن انتهاء الصيام». ويضيف «خلال أسفاري أدعو مرتادي الطريق لمشاركتي الإفطار لخلق جو اجتماعي في ظل انعدام الألفة العائلية التي افتقدها بسبب الغربة ولأكسب أجر تفطير صائم». ويتحدث صفدر عن وجبة إفطاره قائلا: «أركز على إعداد وجبة غذائية متكاملة، تحوي الخضار والسكريات، التي تمدني بالطاقة اللازمة». ويضيف أنه لا يحبذ اللحوم لأنها تتعرض للتسمم سريعا في ظل عدم الاستقرار وكثرة أسفاره.