يقضي مبتعثو الولاياتالمتحدةالأمريكية أوقاتهم في شهر رمضان في إعداد المأكولات ذات المكونات البسيطة لوجبتي الإفطار والسحور، وغسيل أواني المطبخ بشكل متناوب فيما بينهم. شعور بالحنين يخالج المبتعثين وذكريات جميلة تراودهم لقضاء أيام وليالي الشهر بين أسرهم وفي وطنهم. يقول المبتعث عبدالله العقيل: في أيام شهر رمضان نزداد شوقاً لعيش الأجواء الرمضانية التي اعتدنا عليها في المملكة، وبصراحة كمبتعثين نواجه بعض الصعوبات في رمضان، خصوصا وأن معظم طلاب الجامعة من ديانات مختلفة، ونراهم يتناولون طعامهم ونحن صائمون ما يجعل الصيام شاقاً نوعاً ما. وأضاف: تغير أيام وليالي شهر رمضان رتابة الشهور في أمريكا، فالحياة اليومية تتغير بشكل كامل تقريبا، لكن التآخي بين الطلاب يضفي نوعا من المحبة والألفة التي اعتدنا عليها في الوطن. وأشار المبتعث راضي الراضي إلى أن الأصدقاء يحرصون على اللقاء قبل أذان المغرب لتحضير مائدة الإفطار ذات المأكولات البسيطة، وغالباً ما يكون في عطلة نهاية الأسبوع، بعد ذلك نؤدي صلاة التراويح في أحد المساجد، ثم نجتمع في أحد المنازل لتبادل الأحاديث المختلفة ومشاهدة المسلسلات الرمضانية عن طريق الأقمار الصناعية أو «الإنترنت»، بعدها نبدأ في تحضير وجبة السحور التي نتناولها سوياً. المبتعث إبراهيم الرباح يقول: يشهد شهر رمضان الكثير من المواقف المضحكة المتعلقة بإعداد المأكولات الرمضانية ففي بعض الأحيان يكون الأكل دون المستوى المطلوب، فيحرم طاهيه من الطهو مرة أخرى، ونحيله تلقائياً إلى غسل الأطباق آخر الليل. وتذكر المبتعثة ميعاد السديري أنه في بداية وصولها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أحست باختلاف جذري كبير حيث أنها لم تشعر بشهر رمضان بتاتا، فالأجواء والعادات والثقافة مختلفة عن المجتمع الذي اعتادت عليه، ولكن تواجد زميلاتها المبتعثات إلى جوارها وفر لها الأجواء الرمضانية التي اعتادت عليها. وأضافت: نقضي رمضان هنا وقلوبنا مليئة بالشوق والحنين لمقابلة أسرنا ومشاركتهم الأجواء الرمضانية، خصوصا أننا لم نشعر بالأجواء الرمضانية في هذا العام. يقول المبتعث عادل الراشد: بخلاف معظم الآراء التي قد يتقاذفها المغتربون عندما يتحدثون عن تجربتهم خلال رمضان، فإنني أجد تجربة الصوم في الخارج ممتعة وذات طابع مختلف، تحمل في طياتها لحظات من السعادة والتعاون، في سبيل تأمين أجواء مزدانة بالبهجة، وعلى غرار الأجواء العائلية الرائعة التي اعتدت عليها طيلة الأعوام الماضية، فإن التجربة الحالية مزدانة بصدق عواطف الحب والإخاء بين المبتعثين، الذين يجتمعون سوياً على بعد آلاف الأميال من الوطن ويتعاونون فيما بينهم لإعداد ما لذ وطاب من المأكولات الرمضانية المختلفة لنتقاسم مفهوم السعادة فوق مائدتنا. وأضاف: تساورنا في بعض الأحيان ذكريات ليالي رمضان في الوطن، فنشتاق لأسرنا وأحبتنا، وترتسم اللهفة على قلوبنا، فالماضي يجتاح عقولنا بصوره الرائعة، لكن بكل صراحة يشق علينا رمضان هنا حيث أن المحاضرات تبدأ من التاسعة صباحا إلى الخامسة بعد الظهر، علما بأن موعد أذان المغرب الثامنة والنصف مساء، ما يسبب المشقة نوعا ما ولكن نحتسب الأجر.