انتقد الباحث في معالم المدينة التاريخية والسيرة النبوية عبدالله مصطفى الشنقيطي أمانة المدينةالمنورة لتسميتها مخططا بجنوب قباء "مخطاطات شوران"، قائلا "إن كثيرا من الناس يظن أن هذه الحرة هي حرة شوران التي ورد فيها الحديث الشريف، إلا أن الواقع غير ذلك، وكان الأجدر تسمية تلك المخططات والتي منحتها الأمانة للمواطنين أخيرا ب"مخططات ذي الجدر" فهذا هو اسم المكان التاريخي. ويرى الشنقيطي أنه مذكور في السيرة النبوية، ويعد كذلك من معالم المدينة وجرت فيه أحداث، ونزلت فيه آيات قرآنية، وأحاديث نبوية. ولم ينج من الإشكال في تحديد موقع حرة شوران – بحسب الشنقيطي- كثير من المؤرخين المتقدمين، والمعاصرين بمن فيهم مؤرخ المدينةالمنورة الأشهر السمهودي، مؤكدا أن أكثر من تمكن من تحديد موقع جبل شوران وحرته هو عرام بن الإصبغ السلمي في رسالته حين قال: ويحيط بالمدينة من الجبال (عير): جبلان أحمران عن يمينك، وأنت ببطن العقيق تريد مكة، وعن يسارك شوران وهو جبل يطل على سد كبير مرتفع. أما في قبليالمدينة فجبل يقال له الصاري وأحد، وليس على هذه نبت ولا ماء غير شوران – كما ينقل الباحث - فإن فيه مياه سماء كثيرة يقال لها البجرات وكرم وعين وأمعاء، وهو ماء يكون السنين وفي كلها سمك أسود مقدر الذراع وما دون ذلك، أطيب سمك يكون. ويمضي الباحث في استدلاله برسالة عرام: وجبل حذاء شوران يقال له ميطان وبه ماء بئر يقال لها ضعة و ليس به شيء من النبات، وهو لسليم ومزينة، وبحذائه جبل يقال له سن وجبال شواهق كبار يقال لها الحلاء واحدها حلاءة لا تنبت شيئا ولا ينتفع بها إلا ما يقطع للإرحاء والبناء ينقل إلى المدينة وما حولها. وأكد الشنقيطي أنه بدراسة النصوص المتعلقة بحرة وجبل شوران يتأكد أن النصوص متضافرة على أن جبل وحرة شوران يقعان شرق المدينة والأدلة على ذلك كثيرة منها قول محمد بن الحسن بن زبالة (توفي 199ه) "إن صدر وادي مهزور من حرة شوران". وفصل ابن شبة (توفي 262ه) الشعاب التي يتكون منها سيل مهزور فقال "وسيل مهزور يأخذ من الحرة من شرقيها ومن هكر وحرة ضعة، حتى يأتي أعلى حلاة بني قريظة". وهذا النص يعني - كما يشير الشنقيطي - أن حرة شوران تشمل شرق الحرة ناحية "هكر"، وهكر هو غدير ما زال معروفا اسماً، ووصفاً في وادي الشظاة (الخنق) في نهاية الحرة شرق المدينة على بعد 40 كم على الطريق الشرقي القديم قبل أن تقطعه حمم بركانالمدينة التاريخي عام 654ه.