تبادل باحثان في تاريخ المدينةالمنورة الاتهامات بالسطو على جهود بعضهما. وقال صاحب أحد أكبر أرشيف مصور يحكي تراث المدينةالمنورة في حديثه ل"الوطن"أحمد أمين مُرشد إن محمد صالح عسيلان صادر جهده، وجهود الآخرين، وأخذ أفكارهم، واستفاد من أرشيفهم دون الإشارة إليهم. وحكى أن عسيلان جاء إلى منزله، وأخذ منه ما يقارب من 70 صورة عن المدينةالمنورة، إلا أنه لم يشر لذلك سوى إشارة عامة في كتابه الصادر عن نادي المدينة الأدبي أخيرا، والمعنون ب"موروث المدينةالمنورة الشعبي في القرن الرابع عشر والخامس هجري". مُرشد الذي ينتظر هذه الأيام، صدور الجزء السادس من كتابه "طيبة وذكريات الأحبة" وهي السلسلة التي ترجم فيها لأكثر من 700 أسرة من أسر المدينةالمنورة أشار إلى أن عسيلان عندما زاره كانت معه مسودة كتابه الجديد"من أعلام المدينةالمنورة" وقد فوجئ باحتوائه على جميع الشخصيات المدينية، التي سبق أن تناولها في سلسلته طيبة وذكريات الأحبة ، مضيفا أنه حين واجه عسيلان بتلك الحقيقة رد الأخير: أن كتابه عن أعلام المدينة يتناول الشخصيات المدينية في سياق اجتماعي وليس ترجمة لسيرتهم الذاتية. واستغرب مُرشد من عدم أخذ عسيلان بملاحظاته وتصويباته له في كتابه عن موروث المدينةالمنورة، والتي وصلت إلى 100 ملاحظة، وقد خرج الكتاب بتعليقات وشروحات خاطئة، إضافة إلى استفادته من كتاب مرشد دون أن يشير لذلك إشارة صريحة. من جهته رد محمد صالح عسيلان بأنه في كتابه "موروث المدينةالمنورة الشعبي" قدم شكرا خاصا لمُرشد ووصفه ب"كنز الصورة" معترفا بأنه زوده بكثير من الصور مضيفا: " كنت أعتقد أن ذلك النص يكفي في مسألة التوثيق". وأضاف أنه سبق لمرشد أن قابل رئيس نادي المدينة الأدبي، والدكتور نايف الدعيس الذي قدم للكتاب، حيث أكدا له أنني قدمت إشارة إجمالية تدل على جهوده معي في تزويد الكتاب بعدد من الصور، علما بأنني أمتلك أساس الكثير منها. وعن اتهام مرشد له بأنه لم يأت بجديد في كتابه"من أعلام المدينةالمنورة" والذي لم يصدر بعد ، قال: "الشخصيات ليست ملكا لعمر، ولا لزيد وكل من قدم لتراث المدينة خدمة يستحق أن يكتب عنه، مضيفا أنه سبق أن أبلغ مرشد بأنه رجل يحصر الأسماء ويتناولها من زاويته، ليس كما يفعل هو في تناولها من خلال منهج علمي ينحصر بالفترة المكانية والزمانية والدور الذي لعبته في المجتمع المديني. وأوضح عسيلان أنه حدد في كتابه الفترة الزمانية بتاريخ يمتد من 1301-1350 ه وأما المكانية فلا بد أن يكون ممن عاشوا في المدينةالمنورة، وأما الضابط الثالث، فهو ما يتعلق بالدور حيث يقتضي أن يكون لتلك الشخصية دور اجتماعي مميز. ونفى عسيلان حصوله على تصويبات من مُرشد إلا بعد أن خرج الكتاب حيث صوب على النسخة الجديدة، إلا أنه لم ينف وقوع بعض الأخطاء والتي أرجعها إما لقتامة لون بعض الصور، أو لبعدها الزمني أو للتشابه بين كثير من الصور المحفوظة في الأرشيف، مبينا أنه سبق لعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة سابقا الدكتور عدنان جلون، المتخصص بالشأن الاجتماعي أن راجع كتابه، ولم يذكر الأخطاء التي ذكرها مرشد وقال إنه حين شرع في كتابه من أعلام المدينة عرض المادة على خبراء لتصويب الأخطاء، وكان مرشد أحد هؤلاء، حيث سبق له أن وقع على مادة مدونة لوالده المربي الكبير أمين مرشد، وقد وافق على نشرها كبقية الشخصيات الموجودة في المدينة. وأكد عسيلان أنه في النهاية يرحب بالرأي والرأي الآخر.