اشتعلت قضية الخلاف بين الباحثين في تاريخ المدينةالمنورة الاجتماعي أحمد أمين مُرشد و محمد صالح عسيلان، اللذين تبادلا على صفحات"الوطن" الاتهامات حول توثيق تراث المدينة الثقافي الاجتماعي، وبدأت القضية تأخذ أبعادا جديدة مع دخول شخصيات أيدت ما ذهب إليه مُرشد من مصادرة عسيلان لجهود الآخرين والتنكر لهم. وقال عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة سابقا الدكتور عدنان درويش جلون ل "الوطن" إن رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان طلب منه مراجعة كتاب الباحث محمد صالح عسيلان عن "موروث المدينةالمنورة الشعبي في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين". و تابع موضحا: لبيت رغبة النادي احتراما للقائمين عليه، ومكثت لما يزيد على أسبوع أقلب صفحات الكتاب وأدقق النظر فيها وخرجت حينها بعشرات الملاحظات التي قدمتها للمؤلف عبر النادي، مسجلة في المسودة التي استلمتها، إلا أنني فوجئت بعد صدور الكتاب بتنكر المؤلف، الذي لم يشر لجهودي ولو إشارة عابرة رغم ذكره لعدد من الأسماء الذين ساعدوه في مادة الكتاب. جلون أكد أن ذلك الموقف جعله يرفض حضور ندوة النادي احتفاء بالكتاب التي شهدت جدلا واسعا حوله، وذلك بعد أن عرف أن عسيلان صادر مجهوده في مراجعته، مضيفا أن كل تلك الجهود لم تشفع له بأن يحصل حتى على نسخة من الكتاب إهداء من المؤلف، وأنه اشتراها من معرض جامعة طيبة الدولي للكتاب، ولم يعد اليوم حريصا على النظر في كتاب عسيلان، طالما أن صاحبه لا يعرف الأمانة العلمية التي ينتهجها كل من يعرف للتأليف سبيلا حسب تعبيره. واستغرب جلون من حجم التشابه بين كتاب عسيلان الذي يناقش موروث المدينة الشعبي وبين كتاب أحمد أمين مُرشد الذي ينتظر أن يصدر قريبا والمعنون ب"المدينة بعيون المحبين" الذي أكد أنه اطلع عليه لاحقا، مشيرا إلى أن التشابه كان كبيرا حتى على مستوى الفهارس، والمواضيع التي تضمنها كتاب عسيلان، خصوصا فيما يتعلق بأحواش المدينةالمنورة، والصور المرفقة. ولم يخف جلون ندمه على مراجعة كتاب تنكر فيه صاحبه لجهود كثير ممن وقفوا معه على حد قوله. وكان أحمد أمين مُرشد قد اتهم الباحث المتخصص في علم الاجتماع محمد صالح عسيلان بمصادرة جهده، وجهود الآخرين، وأخذ أفكارهم، والاستفادة من أرشيفهم دون الإشارة لذلك، فيما رد عسيلان بأن تراث المدينة ليس ملكا لأحد، مؤكدا أنه لم ينكر جهود مُرشد الذي وصفه في كتابه "موروث المدينةالمنورة الشعبي" ب"كنز الصورة" لما يمتلكه من أرشيف مصور واسع عن المدينةالمنورة.