اعتبر مؤرخ المدينةالمنورة أحمد أمين مرشد صحيفة "الوطن" صاحبة الدور الأكبر في إبرازه على الواجهة الإعلامية خلال السنين الأخيرة في رده على إحدى المداخلات التي تساءلت عن سر غيابه عن المشاركات الثقافية وما إذا كان قصوراً منه أم جفاء من الإعلام. وكشف مرشد عن عشقه منذ أن كان في ال15 من عمره للتصوير ما جعل أصدقاءه يصفونه ب"المجنون" حين يرونه حاملا كاميرته في كل مكان يذهب إليه. وأشعل مرشد خلال المحاضرة التي نظمها نادي المدينة الأدبي أول من أمس تحت عنوان" صفحات من حاضر وماضي المدينةالمنورة"، وأدارها مدير مكتب "الوطن" بالمدينة خالد الطويل، الشجون عبر فيلم وثائقي امتد لمدة ساعة حوى مقاطع أرشيفية صورها الباحث المديني بنفسه، قبل قرابة 45 عاماً. وجسدت تلك الصور ماضي المدينةالمنورة وكيف كانت طبيعة المدينة من الناحية الاجتماعية، وطريقة الحياة فيها، كما كشفت تلك الصور عن طبيعة النمط العمراني وأشكال المساكن والبيوت في تلك الفترة التاريخة. واستعرض مرشد أهم الأحداث التي وثقها تصويراً بالمدينة كحريق سوق القماشة الذي وقع في 17 رجب 1397 واستمر لمدة شهر وأثر كثيراً على الحركة التجارية حينها, وكذلك عمليات الهدم التي طالت حارة الأغوات التاريخية التي مثلت في فترة من الفترات نمطاً عمرانياً فريداً، وكذلك إزالة عدد من طرق وحواري المدينة قديماً، كما تطرق العرض الذي صاحبته موسيقى تصويرية إلى صلاة العيد وكيف كانت في ذلك الوقت. وتناول مُرشد خلال العرض بعض الشخصيات المدينية القديمة الذين انتقلوا إلى رحمة الله، بالإضافة إلى مقطع نادر لأحد اجتماعات النادي الأدبي بالمدينة عام 1387 والذي ترأسه في ذلك الوقت محمد كامل خجا وحضره عدد من مؤسسي أسرة الوادي المبارك التي يعتبر نادي المدينة امتداداً لها، كما كشف خلال العرض عن المآذن الأربع التي كان يؤذن من خلالها للصلاة. وأشار مُرشد إلى أن أهم ما كان يلازمه في تلك الحقبة هي كاميرته التي لازمته منذ عام 1385 وهو في الخامسة عشرة من عمره, مشيرا إلى أن هناك من وصفه ب"المجنون", نظرا لتعلقه الكبير بالتصوير بكاميرته في كل مكان يذهب إليه. وفيما انتقدت مداخلة المحامي سعود الحجيلي مُرشد لتجاوزه بعض مكونات المجتمع المديني الأخرى في رصده لبعض الشخصيات الاجتماعية والثقافية وعدم إشارته لمخرج الفيلم، طالبت مداخلة أخرى المستثمرين ورجال الأعمال بالمدينة بشراء المعروضات الموجودة لدى مرشد وتقديمها لجميع أهالي وزوار المدينةالمنورة لمشاهدتها والتعرف على التاريخ المديني القديم. كما طالب الكاتب الصحفي بصحيفة "المدينة" عبدالغني القش اللجنة المشاركة في مهرجان الجنادرية بعرض الفيلم الوثائقي الذي قدمه مرشد خلال فعاليات المهرجان نظرا لما يحتويه من مقاطع نادرة وقيمة, مطالبا في السياق ذاته النادي الأدبي بتبني طباعة أحد أهم كتب مرشد القديمة وهو كتاب "طيبة وذكريات الأحبة". وبسؤاله عن مشهد تمنى تصويره ولم يتمكن من ذلك, أشار مرشد إلى أن حادث الطائرة الشهير الذي وقع بالمدينة كان هو المشهد الذي تمنى تصويره ولم يتمكن بسبب عدم حصوله على أمر تصوير، كما أكد أن لديه تسجيلات كثيرة لعدد من شخصيات المدينة إلا أن الوقت لم يسعفه لتقديم كل ما في جعبته.