يساير الباعة الجائلون رواج السياحة في جدة، حيث زاد عددهم في الآونة الأخيرة ولم تمنعهم أجواء الصيف وارتفاع درجات الحرارة من مطاردة زبائنهم، فهم مجموعة من مخالفي نظام الإقامة تجمع مخلفات سوق الخضروات لبيعها على عربات خشبية عند المساجد والإشارات وفي الأسواق التجارية. ورغم تحذير اختصاصيين في التغذية من شراء تلك الخضروات والفواكه نظراً لتعرضها للملوثات بشكل مباشر، لاسيما عوادم السيارات، إضافة إلى أنها مجهولة المصدر، إلا أن هناك إقبالا من بعض قاطني وزوار جدة عليها، أما الأمانة فقد أكدت أن هناك لجنة تمنع هؤلاء البائعين وتطاردهم وتصادر بضاعتهم حرصاً على سلامة المواطنين ومنعاً للغش التجاري. من جانبه، يرجع المواطن سعيد بن سالم انتشار الظاهرة إلى ضعف الرقابة، ويتفق معه المواطن عبد العزيز النهدي الذي يحذر من تأثير تلك الخضروات على الصحة العامة، نظرا لتعرضها لحرارة الطقس، مضيفا أنه مع دخول موسم الصيف وتوافد أعداد كبيرة من الزائرين إلى مدينة جدة أصبح لهؤلاء الباعة سوق رائجة. أما يزيد النهدي فيقول إن العربات الخشبية أصبحت ظاهرة لا توجد بكثرة سوى في مدينة جدة التي وصفها بمدينة العجائب، حيث توجد فيها أشياء تتميز بها عن باقي مدن المملكة مثل وايتات الصرف الصحي والمتسولين. من جهته، أوضح اختصاصي التغذية الدكتور عبدالله أبو فايد، أن تعرض الفواكه والخضروات التي يحملها الباعة الجائلون في عرباتهم الخشبية يتسبب في الإضرار بالصحة نظراً لتعرضها للملوثات بشكل مباشر، حيث كربون عوادم السيارات والغبار والحرارة العالية التي تتسبب في افتقاد الطعام مكوناته الصحية، مشيرا إلى أن الجهل بمصدر تلك الفواكه يعد سبباً مهما للابتعاد عن شرائها، متوقعا أنها من مزارع تروى بالصرف الصحي. إلى ذلك ، أكد مدير عام التراخيص والرقابة التجارية بالأمانة الدكتور بشير أبو النجم أن لجنة منع انتشار الباعة الجائلين صادرت 15 "وانيت" خضراوات وفواكه مختلفة، وإتلاف 31 عربة و29 بسطة خشبية، مشيرا إلى أنها ستواصل عملها خلال الفترة المقبلة، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يكثر الباعة الجائلون بالشوارع العامة مما يستوجب جولات ميدانية مكثفة بشكل مستمر ودائم.