"الحرارة" و"الرطوبة" و"الموقع" قد تكون، مجتمعة، أكثر الأسباب التي أدت إلى غياب المتنزهين عن "جبل المريكبات" الذي يقع في الحي الذي حمل نفس التسمية جنوب مدينة الدمام، الذي يصفه الكثير من أهالي الحي بالمتنزه الأجمل والأروع في المدينة. وإلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجو في فصل الصيف، وارتفاع نسبة الرطوبة، قد يشكل جهل الكثير من المواطنين والمقيمين في المنطقة الشرقية وكذلك المتنزهين القادمين من خارجها، بموقع "جبل المريكبات"، عائقاً للوصول لذلك المتنزه الذي يمثل أهالي الحي نفسه الجزء الأكبر من رواده نظراً لقرب منازلهم منه. "المريكبات" الذي اكتسى باللون "الأخضر" وعانقت فيه أشجار النخيل نظرات أعين المحيطين بالمكان، يعتبره أهالي الحي المتنزه الأجمل والأروع في مدينة الدمام من حيث مستوى التصميم والعناية والاهتمام، وبالرغم من احتضان المريكبات لهواة المشي والسيدات الحوامل من سكان الحي، إلا أن ذلك المتنزه لم يصل بعد مستوى إقبال المتنزهين من خارج الحي، إلى المستوى اللافت والنسبة المرتفعة من حيث الحضور مقارنة بغيره من المتنزهات في المدينة نفسها أو في حاضرة الدمام. في "جبل المريكبات" صباح أمس، وفي منظر قد لا يكون مألوفاً كثيراً هذه الأيام خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، تسارعت خطوات أحد المواطنين أثناء مزاولته رياضة المشي حول المتنزه بالرغم من بلوغ الحرارة 39 درجة صباح أمس، بينما أراد مقيم لاذ من حر الشمس بظلال أحد الكتل الصخرية، أخذ قسط من الراحة والنوم قليلاً بعيداً عن زحمة المدينة. وقال أحد سكان حي المريكبات عن المتنزه ل"الوطن" أمس: إن من يشاهد جبل المريكبات اليوم يلحظ الاهتمام والاعتناء به، من حيث مواقف السيارات، والأرصفة التي غطاها الطوب الأحمر، والمسطحات الخضراء وحزام العشب الأخضر والأشجار والنخيل التي أضفت على المكان جوا رائعاً وصورة جميلة، وكذلك ألعاب الأطفال، ونظافة الموقع، إلا أن تواجد الناس في المتنزه وإقبالهم عليه لا يزال قليلاً. وأشار آخر إلى أن جبل المريكبات كان يقصده الشبان في السابق -قبل تطويره- لممارسة هواية "التطعيس" وذلك قبل سنوات، أما الآن فأصبح الجبل متنزهاً جميلاً، ويضم مضماراً رائعاً للمشي، بالرغم من أن المتنزه بحاجة إلى توفير "كشكات" لبيع الأغذية والمياه والعصائر والمرطبات، ودورات مياه للرجال والنساء. متنزه "جبل المريكبات" الذي يقسمه طريق الأمير محمد بن فهد، إلى قسمين، والذي يبلغ محيطه كيلومترين، افتتح عام 1430ه، وذلك بعد أن بدأت أمانة المنطقة الشرقية عام 1427ه، بتنفيذ المشروع على مرحلتين بمساهمة ودعم من رجال أعمال من المنطقة الشرقية، وقد بلغت تكلفة المرحلة الأولى قرابة المليون ريال، وقد روعي في التصميم المحافظة على الأهمية التاريخية والبيئية للجبل، مع إبقائه على وضعه الطبيعي دون تغيير. ويحتوي المتنزه على مضمار مشي حول الجبل بطول كيلومترين، وفي الداخل توجد مسارات "مشايات" بطول كيلومترين ونصف الكيلومتر، ومسطحات خضراء وأشجار تغذيها شبكة ري مُبرمجة أوتوماتيكياً ومرتبطة ببئر ارتوازية، ومظلات وملاعب للأطفال، ومما يشجع النساء على التواجد في ذلك الموقع، طبيعة المكان التي تتيح إمكانية ممارسة رياضة المشي باطمئنان دون الحاجة لرفقة رجل حتى بعد دخول الظلام.