"إنسان يكسو جسمه الشعر" هكذا تخيلت زميلات الضحية الأخيرة مغتصب القاصرات، مما أصابهن بحالة من الخوف والهلع دفعت ذويهن بسرعة اصطحابهن إلى عيادات الطب النفسي، لتدارك حالاتهن خشية أن تتدهور. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مصدر طبي في تصريح خاص إلى "الوطن" إصابة عدد من طالبات المدرسة الابتدائية التي تدرس بها المغتصبة الأخيرة بحالات فوبيا الرهبة والخوف من مسمى "الذئب البشري"، مؤكدا خضوعهن حاليا للعلاج، وذلك نتيجة إشاعة ترددها طالبات يكبرنهن سنا عن وقوع زميلتهن فريسة لذئب بشري وأكله نصف جسدها، حيث تخيلن مظهر الذئب البشري بإنسان يكسو جسمه الشعر. وقال مصدر في شرطة جدة في تصريح خاص إلى "الوطن" "على الرغم من وجود العديد من الأدلة والقرائن التي تم تحريزها لدى البحث الجنائي في جدة والتي تثبت تورط الموقوف على ذمة قضية اغتصاب الفتيات القاصرات، إلا أنه يصر على إنكاره ارتكاب أية جريمة من الجرائم الموجهة إليه"، مشيرا إلى ظهور 3 ضحايا سعوديات تراوح أعمارهن ما بين 6 و9 أعوام قد اغتصبهن الجاني قبل عام ونصف العام ليصل عدد المغتصبات إلى 16 ضحية، مفيدا بأن عائلاتهن يرفضن التبليغ بشكل رسمي خشية إلحاق الضرر بهن بسبب التقاليد والأعراف الاجتماعية التي لا ترحم الضحية، لافتا إلى توافد أسر الضحايا إلى مقر احتجاز المشتبه به مطالبين بسرعة القصاص منه. وأشار المصدر إلى أن مواصفات المتهم المسجون حاليا تنطبق كثيرا على ملفات القضية التي تعمل عليها شرطة جدة منذ 4 سنوات، حينما ارتكب أولى جرائمه عام 1429ه باستدراجه فتاة لم يتجاوز عمرها التاسعة من قاعة عرس أقنعها حينها بتوصيل أغراض تخص أم العروس، مضيفا "حين اقتربت من سيارته خطفها واغتصبها في منزله الكائن بحي الأجاويد"، مبينا أنه واصل جرائمه حتى عام 1432ه بخطف آخر ضحاياه. وتوقع المصدر أن يقدم الجاني إلى المحاكمة، ولا سيما أنه يجري حالياً التحقيق معه في دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء، لافتا إلى التزامه الهدوء، مضيفا "إنه يتأثر بشدة عند سماع صوت أبنائه في الجوال"، مشيرا إلى عرضه على طبيب نفسي، حيث أفاد بأنه يعاني من سلوك إجرامي مرتبك وغامض، ذاكرا أن وفدا من جمعية حقوق الإنسان زاره، لكنه أنكر أمامهم التهم الموجهة إليه. من جهة أخرى، أفاد مصدر مسؤول في إدارة تعليم جدة في تصريح خاص إلى "الوطن"، بأن المعلم الموقوف لم ترصد عليه أية تجاوزات خلال فترة عمله في التعليم ولم يتلق قسم الشكاوى أية شكوى ضده، ولم تسجل عليه أية ملاحظات أو مخالفات، وأن إدارة المدرسة علمت بالقبض عليه من قبل شرطة جدة مؤكدة استمرار غيابه، مضيفا "أن إدارة تعليم جدة غير معنية بمجريات التحقيق فيما نسب للمعلم خارج إدارتها من جرائم ولا يعنيها إدانته أو تبرئته".