تدفع أوروبا من جديد باتجاه تبني خطة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وذلك عشية وصول المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل إلى المنطقة اليوم، في مسعى للتوصل إلى صيغة تسمح باستئناف تلك المفاوضات. وبادرت إلى هذه الخطوة، مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون التي بعثت برسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعت فيها إلى انعقاد عاجل للجنة الرباعية للخروج بمبادرة سلام تقوم على أساس خطاب الرئيس باراك أوباما. غير أن مصادر أشارت إلى أن آشتون نسقت خطوتها مع فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا وإسبانيا. وطبقا للرسالة التي نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقاطع منها فإن آشتون كتبت "ليس هذا الوقت لخطوات أحادية الجانب من أي طرف، كون الأمر من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد.. هذه ليست مصلحة أي من الأطراف، ولا سيما الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يرغبون في الأمن والاستقرار لعائلاتهم". وأضافت "ما هو مطلوب الآن هو إطلاق إشارة واضحة للطرفين. مطلوب إطار من المبادئ يسمح للطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات". وبموازاة التدافع على المبادرات، نفذت القوات الإسرائيلية أمس، تدريبات للتعامل مع ما أسمته "اضطرابات كبرى" في سبتمبر عندما يتجه الفلسطينيون إلى الأممالمتحدة لطلب عضوية لدولتهم. وأطلق الإسرائيليون على التدريبات اسم "نقطة انعطافة 5"، حيث ستشارك فيها قوات من الجيش وقوات الأمن الإسرائيلية المختلفة. ومن بين السيناريوهات التي يتم التدرب عليها احتمال قيام مئات أو حتى آلاف الفلسطينيين بمسيرة باتجاه الحواجز التي يسيطر عليها الجيش في الضفة الغربية أو بمحاولة اختراق السياج الأمني والدخول إلى الأراضي الإسرائيلية. وفي هذه الحالة سيكون الجيش في الخط الأول لمواجهة المتظاهرين إلا أنه إن تمكنوا من دخول الأراضي الإسرائيلية فستكون المواجهة مع الشرطة، وسيتدرب رجال الشرطة أيضا على مواجهة أعمال شغب محتملة في المدن العربية داخل إسرائيل. وفي هذا الإطار أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون عن اعتقاده بأن بلاده لم تخسر بعد المعركة الدبلوماسية في الأممالمتحدة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن أيالون نصح أولئك الذين يتحدثون عن (تسونامي سياسي) يجتاح إسرائيل في سبتمبر بالتصدي له بخطوات عملية، ملمحا إلى تحقيق إنجازات مؤثرة على هذا الصعيد، مشيرا إلى نجاح المسعى الدبلوماسي الإسرائيلي في دول أميركا اللاتينية، غير أنه أقر بالصعوبات التي تواجهها إسرائيل على الساحة الأفريقية. على صعيد آخر عقد وفدا حماس وفتح اجتماعا في القاهرة أمس لبلورة اتفاق جول تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. واتفقا على اللقاء مجدداً يوم الثلاثاء المقبل بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس حماس خالد مشعل. وأعرب رئيس وفد فتح عزام الأحمد قبيل بدء الجلسة أن وفد حركته "متفائل بالاتفاق". وكانت حماس أكدت على أهمية اللقاء. وقال المتحدث باسمها، سامي أبوزهري: إن اللقاء هام جدا في اختيار رئيس حكومة التوافق الوطني، نافيا أن تكون حركته ستطرح إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة، القيادي البارز في حماس رئيسا لحكومة التوافق الوطني قائلا "في نفس الوقت حماس ترفض سلام فياض رئيسا للحكومة.. أي رئيس للحكومة يجب أن يتم اختياره بالتوافق".