منهم من هو على كرسيه المتحرك ومنهم من يحمل عصاً يتوكأ عليها، ورغم العزلة والبعد عن المجتمع، استقبلوا ضيوفهم من جمعية الثقافة والفنون بالدمام ممثلة بلجنة التواصل مع المجتمع بالابتسامات، متجاذبين الحديث حول خبرتهم في الحياة، ومقدمين النصيحة لهم، وسط ابتسامات وضحكات غضّة تعالت في المكان أول من أمس بدار المسنين في الدمام. وكانت "يدي"، "مرقدي"، "ردي"، بعض من كلمات القصيدة التي خص بها الشاعر ناصر بن حسين كبار السن ورددوها مع شاعرها. ومن أبيات القصيدة : شايل التقصير جمرة في يدي وأيسر ضلوعي يقيم الاحترام كيف ابنسى من يعطّر مرقدي وكل ليل آبوس ناصيْته وانام كيف ابنسى، والذي ينسى: ردي تحدث عن هذه الزيارة المشرف الاجتماعي بدار المسنين بالدمام حسين العباس، مؤكداً أنها للتواصل ورفع معنويات المسنين وأنهم غير منسيين في المجتمع، مضيفاً أن الدار يشتمل على 37 مسناً و17 مسنة، من ذوي الظروف الصحية أو النفسية أو الاجتماعية، مفيداً أن غالبية المسنين غير متزوجين. وأوضح العباس لوفد الجمعية أن الدار تستقبل كبار السن - من الجنسين- الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل أو الذين يعجزون عن القيام بشؤون أنفسهم، أو المرضى الذين بلغوا 60عاماً من المصابين بعجز بدني أو عقلي أفقدهم القدرة على العمل أو رعاية أنفسهم، بشرط خلوهم من الأمراض المعدية أو الأمراض العقلية، مشيراً إلى أن من أهم شروط القبول بتلك الدور عدم وجود أقارب يمكن أن يعتنوا بتلك الفئات. مشيراً إلى أنه روعي في إعداد الدار أن تكون قريبة إلى حياة الأسرة الطبيعية يتمتع فيها المسن بنوع من الاستقلال ويشعر فيها بالراحة والأمن والسكينة، وتوفر لهم داخل تلك الدور الإعاشة الكاملة والرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية وخدمات العلاج الطبيعي وبرامج العناية الشخصية، كما تتيح للمسنين مزاولة بعض الأعمال اليدوية والأعمال الفنية بغرض شغل أوقات الفراغ، كما يتمتع المقيمون من كبار السن داخل دور الرعاية بالبرامج الدينية والثقافية والترفيهية المناسبة. ومقابل هذه الدار، يقع مركز الأمير سلطان للمعاقين الذي احتضن معرضاً لأعمال فنية قدمها مجموعة من المعاقين، زارتهم لجنة التواصل مع المجتمع، لتقدم الدعم المعنوي لهم ولترعى أعمالهم الفنية المستقبلية، وقد جاءت أعمالهم تحدياً للإعاقة ورمزاً للحياة والإبداع، لتضم 40 لوحة تشكيلية، جسد المشاركون من خلالها العديد من المهارات والقدرات الفنية، وعمدوا إلى مد جسور التواصل بينهم وبين الفنانين التشكيليين في المنطقة الشرقية. من جانبه، أكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام راشد الورثان، أن الفرع يقف مع جميع الجهات الحكومية والخاصة بالإضافة إلى الجهات الإنسانية والاجتماعية، لإقامة الفعاليات والأنشطة ولإبرازها لجميع شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن الفرع يهتم بجميع المواهب الثقافية والفنية في المنطقة الشرقية.