اتخذ مديرو ومديرات المدارس في منطقتي القصيم وحائل أمس موقفا حازما للتصدي لموجة الغبار التي اجتاحت صباح أمس المنطقتين حيث قرروا صرف الطلاب والطالبات إلى منازلهم وتعليق الدراسة. وتردد عدد من مديري مدارس الأرطاوية في إخراج الطلاب. ولقيت الصلاحيات الممنوحة من قبل وزارة التربية والتعليم لكافة مديري ومديرات المدارس ارتياح كثير من أولياء الأمور، بعد أن باتت صلاحية تعليق اليوم الدراسي في كل مدرسة من اختصاص مديرها أو مديرتها، حيث يقيمان بنفسيهما الحالة ويتخذان القرار الذي يستوجب صرف جميع الطلبة والطالبات إلى منازلهم. أولياء الأمور باركوا تلك الخطوة التي قضت على البيروقراطية والتأخير في اتخاذ القرار، مما يزيد من معاناة الطلبة والطالبات الصحية في حال حدوث أي طارئ في الطقس. فللمرة الثانية في غضون أسبوع عاشت منطقة القصيم عامة ومدينة بريدة بصفة خاصة فجر أمس جواً مضطرباً كساه الغبار والرياح الشديدة، التي أثرت سلباً على سير اليوم الدراسي، ما جعل كثيرا من مديري ومديرات المدارس يلجؤون إلى تعليق يومهم الدراسي. وأوضح مدير إدارة الإعلام التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم سلطان المهوس ل"الوطن" أن الإدارة العامة ممثلة بقسم الإدارة المدرسية في الإشراف التربوي تتابع عن قرب الحالة التربوية والعملية لليوم الدراسي من خلال التقارير المرفوعة من قبل مديري ومديرات المدارس، وتراقب آلية تقييم الوضع المناخي وحالة الطقس التي تستوجب توجيه الطلبة والطالبات إلى منازلهم قبل بداية اليوم الدراسي أو أثنائه. وفي حائل، علقت مدارس المنطقة وجامعة حائل الدراسة أمس إثر موجة الغبار الكثيفة التي ضربت حائل صباح أمس حيث صرف مديرو ومديرات المدارس الطلاب بعد وقت قليل من بداية اليوم الدراسي. وأوضح الناطق الإعلامي لتعليم حائل أحمد القطب أن مديري ومديرات المدارس باشروا الصلاحيات الممنوحة لهم من قبل الوزارة بتعليق الدارسة في مثل هذه الظروف المناخية المؤثرة على صحة الطلاب والطالبات. وتدنت الرؤية الأفقية في منطقة حائل إلى أدنى درجة لها هذا العام. ورصدتها وحدة الأرصاد وحماية البيئة بأقل من 100 متر. ونتيجة لذلك تم تأجيل رحلتي جدة والرياض إلى مطار حائل الإقليمي، وصرف طلاب وطالبات المدارس وتعطيل الدراسة في المنطقة، فيما لم تسجل سوى حادثتين مروريتين إحداهما لبص طالبات ولم ينتج عنهما أي إصابات تذكر. من جهته، أوضح مدير مستشفى الملك خالد بحائل الدكتور فواز الراشد أن طوارئ مستشفى الملك خالد شهدت توافد العديد من المصابين بالأمراض الصدرية كالربو والحساسية لتلقي العلاج إثر الغبار الكثيف الذي تعرضت له منطقة حائل، مشيرا إلى أن عدد الحالات بلغ 40 حالة. وتسببت موجة الغبار التي ضربت مراكز الأرطاوية ومشذوبة وأم الجماجم ومشاش عوض والقاعية في تعليق الدراسة، فيما تخوف مديرو ومديرات بعض المدارس الأخرى، وترددوا في إخراج الطلاب إلى وقت متأخر بينما أبقت مدارس أخرى طلابها حتى نهاية اليوم الدراسي. وقال مدير مدرسة على بن أبي طالب بمركز مشاش عوض، بدر الدهش ل"الوطن" إن الغبار في المدرسة كان كثيفا، مفيدا بأن إخراج الطلاب جاء بناء على الصلاحيات الممنوحة له. وكشف الدهش أنه تلقى اتصالا من قبل مدير التربية والتعليم الدكتور موسى بن عيسى العويس يسأله عن سبب إخراج الطلاب، فأجابه بأن إدارة المدرسة هي الجهة المسؤولة ولا علاقة لإدارة التعليم بالموضوع، وأن مجلس المدرسة هو المسؤول عن اتخاذ القرار. فيما برر مدير مدرسة ثانوية الأمير سلطان بالأرطاوية عبدالرحمن الطريقي تأخره في إخراج الطلاب حتى الساعة الحادية عشرة والنصف بأن الغبار كان بسيطا ثم أخذ في الازدياد حيث ساءت الأحوال الجوية وساهم انقطاع الكهرباء عن المدرسة في إخراج الطلاب. إلى ذلك، ذكر الفني بالوحدة الصحية بالأرطاوية متعب عيد الرخيمي أن الوحدة تلقت عدة حالات من طلاب مدرسة ثانوية الأرطاوية يعانون من الربو في نفس اليوم.