كشفت دراسة ميدانية حديثة عن وجود كثير من الأبنية بالمنطقة الشرقية لا تطابق المعايير الدولية في طريقة تصميمها وإنشائها، وأن المناطق المدفونة من جزء البحر في وسط المنطقة في الدمام والخبر التي أقيمت فوقها بعض الأحياء تعتبر من أخطر المناطق المعرّضة لهزات زلزالية، وقد يمتد إليها حزام الزلازل. الدراسة التي أجراها رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله العمري، وأمين عام الجمعية الدكتور محمد بن سعيد فنيس، أكدت أن بعض مناطق الشرقية تقام عليها مشاريع إنشائية تضم عددا من الجزر البحرية، ولكن على الرغم من عدم وجود مصدر معروف للزلازل تحت هذه المنطقة، فإن هناك مراكز زلزالية عديدة تقع بالقرب منها، ويمكن أن تسبب خسائر ودمارا بمدينتي الدمام والخبر. من جانبه، دعا الدكتور العمري في اتصال مع "الوطن" المهندسين وصانعي القرار إلى ضرورة القيام بتغيير تصميماتهم الهندسية بما يتوافق مع تلك المعايير خاصة من حيث درجة مقاومتها للهزات الزلزالية، موضحا أن الدراسة كشفت عن عدم وجود ما يسمى ب"المصدّات" التي تحمي من الأمواج العنيفة في شواطئ المنطقة الشرقية, مشيرا إلى أن فريق الدراسة حتى الآن في طور تحديد البيانات والتوصيات الخاصة بها لعرضها على الجهات العليا في المنطقة. وذكرت الدراسة التي شرحها الدكتور العمري ل"الوطن" أنه يوجد حوض ترسيبي عميق تحت الخليج العربي يصل عمقه تقريبا لعشرة كيلومترات، وملاصق لأحد الأحزمة الزلزالية النشطة، وهي جبال "زاجروس"، حيث أظهرت التسجيلات الزلزالية الواسعة المدى في الجانب الغربي من الخليج العربي للزلازل التي تحدث بجبال "زاجروس"، أن الموجات السطحية تستمر لفترة طويلة نتيجة التشتت والتحويلات التي تحدث عند السطح الفاصل بين صخور القاعدة والرواسب السطحية. وأشار العمري إلى أن الجزء الشرقي من المملكة هادئ نسبيا من حيث النشاط الزلزالي، إلا أنه مجاور لنطاق يعتبر من أكبر النطاقات النشطة زلزاليا، فموقع مدينة الدمام يقع بالقرب من الحافة الشرقية للصفيحة العربية، حيث تبعد نحو 300 كلم عن نطاق التصادم بين الصفيحتين العربية واليوروآسيوية. ويقع نطاق الطي بجبال "زاجروس" في حزام التصادم الذي يعتبر من أعظم المصادر للزلازل الكبيرة. وأضاف أنه على الرغم من أن احتمالية حدوث تلك الزلازل قليلة، إلا أن لها مخاطر عالية على السكان والمباني في الدمام والخبر. وحول كثرة حدوث الزلازل في الآونة الأخيرة، أوضح الدكتور العمري أن الأرض تفرز طاقتها الكامنة، ولهذا فإن حركة الزلازل لا تهدأ. وحول خطر التسونامي، أشار إلى أن آخر مرة تعرضت فيها منطقة الخليج لتسونامي كان في عام 1945 عند مضيق هرمز في عُمان.