دعا رئيس لجنة المرافق والخدمات بمجلس الشورى الدكتور محمد القويحص إلى إنشاء مركز معلومات متخصص بشؤون العقار والمساكن وضرورة الاهتمام بتأهيل وتدريب إعلاميين في مجالات الإسكان والتنمية العقارية والتقيد بالشفافية والمصداقية عند طرح قضايا الإسكان والعقار. ولخص القويحص في ملتقى الإعلام الاقتصادي أمس بالرياض أهم المشاكل التي تواجه الإسكان بعدم وجود استراتجية أو لائحة تحدد آلية وقواعد منح الأراضي الحكومية للمواطنين، واحتكار البعض للأراضي وعدم رغبته في تطويرها أو بيعها في ظل عدم فرض رسوم على الأراضي البيضاء, والمضاربات عليها. وكانت وزارة الإسكان قد غابت أمس عن الملتقى الذي نظمته غرفة الرياض رغم تأكيدات المنظمين على مشاركتها في الجلسة الأولى التي ناقشت "دور الإعلام في معالجة أزمة الإسكان"، حيث اعتذرت مساء أول من أمس عن الحضور، الأمر الذي أحرج المنظمين ودفعهم للبحث عن ورقة بديلة، فيما طالب متحدثون بوجود شفافية في طرح المشكلات ووضع الحلول اللازمة لها. من جهته أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أهمية الدور الفاعل الذي تنهض به وسائل الإعلام في حركة المجتمع وفي خطط التنمية، مشيرا إلى أن المجتمع السعودي ينظر إلى الإعلام بوصفه الضمير المستتر الذي يرشد ويوعي وينتقد ويراقب. ونوه خوجة في كلمته التي وجهها أمس لدى افتتاح الملتقى وافتتحه نيابة عنه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، بأهمية عقد الملتقى الذي يبحث دور الإعلام في معالجة قضايا التنمية الذي يعبر عما وصل إليه الإعلام في حياة المجتمعات الحديثة حتى أصبح الإعلام الاقتصادي مفصلا حيويا في عصرنا الحالي. وشدد خوجة على أهمية دور الإعلام وتناميه خاصة في ضيوف المشهد الإعلامي المتمثل في الفضائيات والإنترنت والمواقع الإلكترونية والصحف الإلكترونية والمدونات الشخصية وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الأجيال الأحدث للهواتف الذكية وهي الوسائل التي نضح عنها وعي اجتماعي واقتصادي مختلف عن الوسائل التي يأخذ بها الاقتصاد التقليدي. فيما كشف العقاري إبراهيم بن سعيدان في ورقة عن دور الإعلام في معالجة أزمة الإسكان "أن السكن عنصر جوهري في تحقيق المصالح الاقتصادية والاجتماعية للعوائل والأفراد. وقال ابن سعيدان: "المسكن ليس مجرد مأوى، بل يوفر وظائف وخدمات عديدة للمجتمعات"، موضحاً أن خطة التنمية التاسعة تستهدف إنشاء مليون وحدة سكنية لتلبية 80% من حجم الطلب المتوقع على الإسكان خلال السنوات الخمس القادمة، وإنفاق أكثر من 100 مليار ريال، على القطاع، وتسعى الخطة أيضاً إلى توفير 266 مليون متر مربع من الأراضي لإقامة المشروعات السكنية المتوقع بناؤها من القطاعين العام والخاص. وأوضح ابن سعيدان أنه في ظل ارتفاع تكلفة الأراضي والبناء، وعجز موارد صندوق التنمية العقارية عن مقابلة الطلب المتزايد، فإن من المستبعد أن تتوفر تمويلات سكنية تحقق عائدا كافيا للمنشآت التمويلية، بتكلفة في مقدور كثير من المواطنين، حتى لو أجيزت قوانين التمويل العقاري التي لا تزال تحت النظر. وأفاد ابن سعيدان أن خطة التنمية الثامنة تشير إلى وجود عجز تراكمي بنهاية الخطة السابعة يبلغ نحو 270 ألف مسكن، وأن العجز السنوي يتراوح بين 75 إلى 100 ألف مسكن. في حين اتهمت إعلامية مشاركة في الملتقى أمس المرأة العاملة في الوسائل الإعلامية بالتعامل مع قضايا المرأة بسطحية في الطرح والاهتمام، وتركيزها على تغطية أحدث خطوط "الموضة" و"المكياج" و"العطور"، وكيفية إعداد "الطبخات"، وموضوعات البيت و"الديكور". وأكدت الإعلامية ماجدة السويِّح في ورقة عمل "دور الإعلام في تعزيز فرص العمل للمرأة" بالجلسة الثالثة أمس أن المملكة تولي المرأة اهتماما وعناية في مشاركتها التنموية من خلال التعليم والتدريب والتأهيل في مختلف المجالات للنهوض بدورها الحيوي لتحقيق المشاركة الفاعلة والنظر إليها كشريك أساسي في التنمية جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل. وأوضحت السويح أن بطالة المرأة السعودية تعد بطالة متعلمات, مشيرةً إلى أن ما يقارب 200 ألف عاطلة عن العمل، ما نسبته 78% منهن حاصلات على شهادة فوق الثانوية العامة.