أفاد شهود عيان وناشطون أن 38 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات أمس لدى قيام قوات الأمن السورية بإطلاق النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن سورية غداة صدور مراسيم إصلاحية بينها إنهاء العمل بحالة الطوارئ. وبحسب المصادر، سقط 14 قتيلا في مدينة ازرع في محافظة درعا جنوب وقتيل في مدينة الحراك في المحافظة نفسها بينما قتل تسعة آخرون في مدينة دوما بريف دمشق. وترددت معلومات من مصادر حقوقية عن سقوط عدد آخر من القتلى والجرحى في مدينة حمص ومناطق المعضمية وزملكا والقابون في دمشق. وخرج الآلاف في شوارع دوما بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات تدعو إلى إسقاط النظام. وفي حمص أطلقت قوات الأمن النار على ثلاث مجموعات من المتظاهرين كانوا في طريقهم إلى ميدان للتجمع فيه في وسط المدينة. وأفاد شاهد عيان أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا متوجهين للساحة الرئيسية "بلغ عشرات الآلاف". وفي مدينة القامشلي خرجت تظاهرة ضمت ستة آلاف شخص وانطلقت من أمام جامع قاسمو. وضمت التظاهرة عربا وأكرادا وآشوريين ووجهاء من عشائر شمر وطي وهم "يحملون أعلاما سورية ولافتات كبيرة كتب عليها "عرب وسريان وأكراد ضد الفساد". وفي درعا ذكر شهود عيان في اتصال هاتفي أن "بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز المدينة". وأشاروا إلى أن المتظاهرين رددوا هتافات تدعو إلى "إلغاء المادة الثامنة من الدستور" التي تنص على أن "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة". وفي بانياس الساحلية أكد الشيخ محمد خويفكية أن "نحو عشرة آلاف شخص تجمعوا في مركز المدينة يدعون إلى الحرية والوحدة الوطنية"، مشيرا إلى "انضمام عدد كبير من أهالي قرية البيضا إلى التظاهرة". وأضاف أن "المتظاهرين ثارت ثائرتهم عندما ظهر على المنصة ثلاثة معتقلين تم الإفراج عنهم أول من أمس وبدت عليهم آثار التعذيب". وتابع أن "المتظاهرين نادوا بإسقاط النظام عقب رؤيتهم هذا المشهد". وفي دمشق وريفها، خرج نحو 200 شخص خرجوا للتظاهر في حي الميدان الواقع في قلب العاصمة دمشق بعد أدائهم". كما خرج نحو ألف متظاهر في حرستا في ريف دمشق، ونحو 150 شخصا في مدينة الجديدة. وفي الزبداني بريف دمشق خرج نحو من 3 آلاف شخص للتظاهر من جامع الكبير في منطقة الجسر في البلدة القديمة. وفي الرقة قال المحامي عبدالله الخليل إن "التظاهرات انطلقت من ثلاثة أمكنة هي جامع الفردوس وجامع الفوال والجامع الكبير في الساحة الرئيسية" قبل أن يتم تفريقهم". من جهتها، أشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى وقوع "بعض الإصابات خلال الاشتباكات". ولفتت إلى حدوث الإصابات عندما "تدخلت قوات الأمن جزئيا في حرستا والحجر الأسود وفي حماة والقامشلي بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لفض إشكالات وقعت بين المتظاهرين وبعض المواطنين". وذكرت الوكالة أن "مظاهرات محدودة خرجت في عدد من المحافظات" وذلك على الرغم من "الحملة التحريضية الواسعة التي تتعرض لها سورية". وقال جوشوا لانديس وهو خبير في الشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما إن الحكومة السورية "رسمت خطا في الرمال بعد أن قدمت تنازلات. تعهد منظمو الثورة بالخروج بأعداد أكبر من أي وقت مضى وهم مصممون على الإطاحة بالنظام ويدركون أن هذه فرصتهم". وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات قبل خمسة أسابيع طالب النشطاء الذين ينسقون الاحتجاجات أمس بوقف احتكار حزب البعث للسلطة وإرساء نظام سياسي ديموقراطي، وتفكيك الجهاز الأمني الحالي واستبداله بآخر ذي اختصاصات قانونية محددة ويعمل وفقا للقانون.