حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، من بعض القنوات الفضائية خصوصاً الرامية والداعية إلى محاربة العقيدة والفضائل والقيم، متأسفاً من وصول الملهيات والمغريات والدعوات إلى "الفواحش والمنكرات" إلى المنازل ووصفها ب"الحملة العظيمة" والتي غزت المنازل وأصبح بإمكان الجميع رؤيتها "شاء الإنسان أو أبى". وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس إننا في زمن كثرت فيه الملهيات والمغريات والدعوات إلى "الفواحش والمنكرات" وذلك من خلال المقاطع في الهواتف النقالة والمواقع الإلكترونية والأفلام الخليعة في التلفاز والتي غزت المنازل وأصبح بإمكان الجميع رؤيتها قائلاً "سينظر له الجميع شاء الإنسان أو أبى". وشدد آل الشيخ، على ضرورة مقاومة ما أسماها ب"الحملة العظيمة"، من خلال "التواصي بين الجميع" للبعد عن مشاهدة تلك المواقع المنحرفة السيئة والتحذير من الخداع والانجراف خلفها لما بها من "الضلال والفساد". كما حذر آل الشيخ، من بعض القنوات الفضائية التي من همها السب والقدح في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ودعا إلى ما وصفها ب"التوعية الطيبة" من المعلمين والآباء والخطباء والإعلاميين للتحذير من الانخداع لكل ما يعرض على مختلف وسائل النشر. وبيّن آل الشيخ، أن التواصي بالحق والخير مطلب من كافة أطياف المجتمع، بدءاً من الأزواج وامتداداً للعامة، مشدداً على ضرورة أن توجه المرأة زوجها متى ما لاحظت عليه أمورا "خاطئة" وتوعيته وتحذيره بأخطائه دون "تشنج واضطراب"، إضافة إلى الحرص على عدم إفشاء تلك الأخطاء خارج حدود المنزل. ووصف آل الشيخ إفشاء الأخطاء الزوجية خارج حدود المنزل بأنها "تزيد الأخطاء خطأ آخر" وتجعله لا يعالج، وضرورة النصيحة والتوجيه ب"أسلوب حسن"، وحذر من إفشاء الأخطاء إلى الخارج وإخبار الصحبة والأقرباء ووصفها بأنها "تزيد الطين بلة" ولا تحقق الغرض المقصود، إلا أن آل الشيخ استدرك قائلاً "حتى الزوج إذا شاهد خطأ من زوجته يصلحه بالتوعية والتحذير بحكمه ولين دون أن يلاحظ من قبل الأبناء أو من هم خارج المنزل لكون تعديل الاعوجاج ليس المقصد منه إفشاءه وإشاعته للآخرين". وطالب آل الشيخ، بضرورة التوعية بالنصح الهادف الهادئ والصادق والدعاء له بالتوفيق والسداد دون إحداث أخطاء ب"التكفير، والتكبير للمسائل"، وأن التناصح بالصدق والإخلاص دلالة على صلاح الأمة. ودعا آل الشيخ إلى الأمر بالمعروف واللين والنهي عن المنكر والأخذ بأيدي "السفهاء" امتدادا لباب التناصح والتواصي بالحق، معددّاً أسباب الحث على التواصي بأنه سبب لحفظ الدين والثبات عليه والتمسك بالخلق القويم والبعد عن المناهج "المنحرفة الضالة"، وسبيل للنجاة وتقليل الشر وتكثير للخير وإفشاهه بين الأمة. وأشار آل الشيخ، إلى أوجه وفوائد التواصي والصبر عليه بين الأمة، مذكراً بأنها سبب للأمن وإزالة القلق والاضطراب، وسبب لانتشار الرحمة والرفق بين المسلمين، وسبب لتماسك المجتمع وسلامة بنيانه من "التصدع" وعطف المسلمين بعضهم على بعض وتوطيد المحبة بين أفراد المجتمع. وذكّر آل الشيخ المسلمين بالوصايا الربانية قائلاً "أن الله أوصانا بوصايا وأن تعقلناها وتدبرناها فإن لنا خيرا بها في العاجل والآجل، ومن الوصايا التي أوصى به الله عز وجل المسلمين أولهم وآخرهم بالتقوى، والعدل في الميراث، وبالإحسان إلى الوالدين، وأن سيد الخلق وصى بعدة وصايا منها عدم الغضب، والوتر قبل النوم، والصوم من كل شهر ثلاثة أيام".