خرج التويتريون السعوديون أمس من خلف شاشاتهم إلى الشوارع للمرة الثانية في ثلاثة أيام، في مهمة لإنجاح عملية بحث ميدانية عن مسن مفقود في الرياض، بعدما نجحوا الأربعاء الماضي في إعادة طفل إلى أهله في الظهران بمشاركة إلكترونية من موقعي "توتير" و"فيسبوك". وما كادت احتفالاتهم تهدأ بعد نجاحهم في إيجاد الطفل "فيصل" حتى دشنوا مهمتهم الثانية أمس في الرياض بالبحث عن مسن مفقود اسمه محمد الرجيب، كانت "الوطن" نشرت خبرا عنه الخميس الماضي. وبدأ المدون عبدالله العساف الخطوات الأولى لتلك المهمة بإنشاء رابط مرجعي "هاش تاق" باسم المفقود لتكون نقطة تجمع إلكترونية، أتبعها بإرسال صورة لاستثارة ذاكرة المشاركين واستقبال أية بلاغات عما إذا كانوا رأوا المفقود قريبا والإدلاء بأوصافه. وسريعا جاءته الردود بأن المسن الرجيب شوهد قبل أيام في حي المربع بثوب مائل إلى الصفرة وغترة بيضاء. ولاحقا توجه العساف لطلب المساعدة بطباعة منشورات تحمل صور الرجيب وتوزيعها على عدد من البقالات والأسواق والمساجد. وتحدث العساف ل"الوطن" أمس عن نيته وعدد من الشباب تحديد نقطة للتجمع تنطلق من قلب الرياض، بغية مباشرة عملية البحث ميدانيا في الأحياء. وطوال أمس كانت البلاغات عن مشاهدة الرجيب تأتي من المدونين كل ربع ساعة ويتصدى لها آخرون بالذهاب إلى حيث شوهد المفقود ليبحثوا عنه بأنفسهم، بينما يتكفل آخرون بتعليق صوره في المحال التجارية والمساجد، وهو تمازج إلكتروني ميداني كما وصف من ظل يتابع عن كثب. "إنها مهمة إنسانية" يقول المدون عبدالعزيز الشعلان من جدة فعلى الرغم من البعد المكاني إلا أنه حشد آلاف من متابعيه على تويتر للمشاركة في حملة البحث. وكان له ما أراد حين تداعى له شباب في دقائق معدودة وتكفلوا بنشر الصورة والبحث بسياراتهم وعلى أرجلهم. يقول الشعلان: عندما تقوم مجموعة كبيرة بمبادرة إنسانية صغيرة تصنع المستحيل. وحتى ساعة متأخرة من أمس، لم تتكشف معلومات عن مكان تواجد "العم محمد"، لكن المدونين في تويتر والذين انضم إليهم لاحقا أصدقاؤهم من فيسبوك، وعدوا بألا يتجاوز الأمر ساعات.. تنتهي "مساء اليوم بالحد الأقصى" كما تمنوا.