وجهت الولاياتالمتحدة رسائل يشوبها بعض الغموض حيال أهدافها في ليبيا، إذ أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن على الزعيم الليبي معمر القذافي التنحي، فيما تتواصل عملية "فجر أوديسا" التي يقودها تحالف غربي على ليبيا. وشدد أوباما في الوقت ذاته على أن القوات الأميركية ستحترم تفويض الأممالمتحدة الأضيق في هذا المجال. وقال في مؤتمر صحفي عقده في تشيلي "تحركنا العسكري يأتي دعما لتفويض دولي من مجلس الأمن يركز بالتحديد على التهديد الذي يمارسه القذافي على شعبه"، وأكد أن القصف بالصواريخ والغارات الجوية التي شنت في عطلة نهاية الأسبوع "أتت دعما لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي ينص بالتحديد على جهود إنسانية وسنحرص على احترام هذا التفويض". لكن أوباما شدد على أن "السياسة الأميركية تقوم على ضرورة رحيل القذافي" متهما الزعيم الليبي بقتل المدنيين في محاولته لقمع ثورة المعارضة. ومن جهته قال البيت الأبيض إن أوباما تشاور مع القيادتين التركية والقطرية مساء أول من أمس. وأوضح في بيان أمس أن أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اتفقا على أن المهمة "ستتطلب جهدا دوليا موسعا يتضمن دولا عربية". وأعلنت تركيا أنها لن تشارك في العمليات العسكرية التي يقوم لها التحالف الغربي في ليبيا لكنها قد تشارك بمهام "مراقبة" المتوسط وعمليات إنسانية في بنغازي. وأكد إردوغان أن تركيا "لن تكون إطلاقا من يسدد فوهة سلاح إلى الشعب الليبي"، موضحا أن أنقرة تواصل المشاورات وخصوصا مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي لاتخاذ قرار حول "المساهمة" في "إعادة السلام" إلى لييبا. وفي سياق متصل قال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إن بعض الناس في روسيا يصدقون على ما يبدو ما وصفه "بأكاذيب" القذافي عن سقوط ضحايا مدنيين في ليبيا. وأضاف للصحفيين بعد محادثات مع نظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف "كنا حريصين للغاية إزاء هذا الأمر، وبالرغم من هذا يأخذ البعض هنا المعنى الظاهري لمزاعم القذافي عن عدد الضحايا المدنيين والتي أرى أنها محض أكاذيب"، ولكن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف قال إن "وقفا فوريا لإطلاق النار وحوارا بين الأطراف المتقاتلة هما أفضل سبيل لتحقيق أمن المدنيين". وفي الإطار نفسه قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن دعوة روسيا لوقف إطلاق النار في ليبيا يمكن أن تناقش في اجتماع مجلس الأمن الخميس المقبل. وكان عبد الإله الخطيب الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للشؤون الإنسانية في ليبيا، قد عقد مساء أول من أمس في طبرق أول اجتماع له مع قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي، بحسب بيان للأمم المتحدة أمس. وقررت دول حلف الأطلسي تكليف سفنها الحربية مهمة مراقبة الحظر على الأسلحة إلى ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي. وذكر دبلوماسي من الحلف أن سفراء الدول ال28 الأعضاء في الحلف "اتفقوا لفرض حظر على الأسلحة التي ستنقل بحرا". على الصعيد الميداني أعلنت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا ومقرها في ألمانيا أن مقاتلة أميركية من طراز "إف-15" تحطمت في ليبيا وأن الطيارين قذفا بنفسيهما منها بسلامة. وقالت القيادة في شتوتجارت في بيان أمس إن "الطيارين قذفا بنفسيهما من مقاتلة إف-15 سترايك إيجل التي أصيبت بعطل في التجهيزات فوق شمال شرق ليبيا في 21 مارس". وأضافت أن الحادث الذي وقع خلال غارة على دفاعات جوية ليبية لم يكن نتيجة عمل حربي معاد وأن التحقيق جار لتحديد أسباب العطل. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الطيارين الأميركيين بخير. وتمركزت قوات المعارضة الليبية المسلحة خارج مدينة أجدابيا أمس وتوقفت عن التقدم لاستعادة المدينة الاستراتيجية خوفا من قوة نيران كتائب القذافي التي تسيطر عليها. وقال ثوار يتحصنون على خط الجبهة على بعد خمسة كيلومترات من المدينة إن ثلاث ليال من القصف الجوي للقوات الغربية أضعفت قوات القذافي لكنها مازالت تشكل تهديدا. وفي منطقة يفرن جنوب غرب طرابلس دارت "مواجهات عنيفة" بين ثوار يسيطرون على المنطقة وقوات النظام الليبي، مما أدى إلى سقوط تسعة قتلى على الأقل. وأفاد أحد سكان المدينة أنه "في غياب تدخل من قبل التحالف، أراد النظام السيطرة بسرعة على المدينة من خلال قصف المنطقة وارتكاب مجازر في يفرن"، ومنع العائلات من إجلاء ضحاياها إلى تونس التي تبعد حدودها عشرات الكيلومترات عن المنطقة. وقال آخر من سكان المنطقة إن "قبائل جادو وزنتن ويفرن الأمازيغية انضمت إلى القبائل العربية لتشكل جبهة موحدة ومواجهة هجمات القذافي. لكن هناك تباينا كبيرا في القوى".