انتشرت بشكل ملحوظ بعض التقاليع الغريبة داخل مدارس البنات مثل قصات الشعر والرسومات التي يطلق عليها "إيمو" وخرم الشفاه بجانب المسترجلات منهن واللاتي أصبحن يطلقن على أنفسهن لقب "بويه " ويجمعنها بلفظة "بويات" وهو تحريف معرب لكلمة "بوي" أو ولد في الإنجليزية. ومع انتشار تلك الظواهر الغريبة في مدارس البنات كان لا بد من وقفة لمعرفة دوافعها وآثارها النفسية وردود الفعل تجاهها. وكشفت المشرفة بإدارة التوعية الإسلامية بإدارة التربية والتعليم للبنات في جدة نادية هندي عن رصد العديد من الظواهر "الغريبة" داخل مدارس البنات المتوسطة والثانوية، مثل "البويات"، و"الإيمو"، إلى جانب ظاهرة خرم الشفاه. وأكدت هندي ل "الوطن" ظهور حالات داخل المدارس الحكومية لطالبات يطلقن على أنفسهن ما يعرف ب "البويات" وهي الكلمة البديلة ل "مسترجلات" إلى جانب قصات الشعر الغريبة "الإيمو" واللجوء إلى خرم "الشفاه". وأضافت لاحظنا تنافس الفتيات على تلك الظواهر الشاذة بحثا عن مظهر غريب وهو من الأمور المخالفة للنظام والشريعة الإسلامية وعلى أثر ذلك عقدنا الأسبوع الماضي لقاء جمع مرشدات ومسؤولات التوعية الإسلامية تجاوز عددهن 720 لمناقشة هذه الظواهر ووضع الحلول الإيجابية وطرق التعامل السليمة مع الطالبات. واعتبرت هندي هذا اللقاء امتدادا لحملة أطلقت العام الماضي تحت مسمى "خفقة قلب" وهي عبارة عن محاضرات توعوية في مدارس البنات لتثقيف الطالبات والمعلمات، وهذا العام تم تطوير هذه الحملة بتكوين فريق عمل مساند يتمثل في جلب الطالبات والمرشدات والمعلمات ومديرات المدارس والأمهات ليفتح معهن منفذاً للحوار. وأكدت هندي أنه تم خلال اللقاء طرح طرق التعامل السليمة مع الطالبات اللاتي يمارسن سلوكيات شاذه ك "البويات" وإعطاء الطالبات ثقة في أنفسهن من حيث إكسابهن شعورا بأنهن نافعات في المجتمع، وشددت أن القضاء على هذه الظاهرة لا يكون إلا بالتعاون مع مديرات المدارس والمعلمات والمرشدات حتى يتم تحريك الفكر لدى الطالبات واتباع نهج "ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم". وأشارت إلى أنه سيكون هناك لقاء مع الأمهات لتعريفهن بالخطورة الصحية على الطالبات من اتباع هذه السلوكيات الشاذة, إلى جانب مشاركة ستكون من دار الملاحظة لعرض حالات من فتيات وقعن في مصيدة السلوكيات الشاذة "البويات" والأضرار النفسية والاجتماعية التي عادت عليهن بعد ممارسة هذا السلوك. وأضافت من خلال رصد هذه الحالات تم التعرف على الأسباب التي تدفع الطالبات لهذه السلوكيات منها افتقاد الطالبات لسبل النقاش والحوار بينهن وبين أمهاتهن مما يشكل عائقا أمام العديد منهن، فتبدأ رحلة البحث عمن يناقشهن ويسمع لهن، مشيرة إلى العمل على خلق جسر للتواصل بين البيت والمدرسة لرسم المسار الإيجابي للطالبة وفق التعاليم الإسلامية. وأكدت مديرة مدرسة ثانوية "طلبت عدم كشف اسمها" أن مدارس البنات الثانوية تشهد في الفترة الحالية وجود سلوكيات لا يألفها المجتمع، ومن هذه السلوكيات ظاهرة "البويات"، مشيرة إلى أن انتشار هذه السلوكيات بين الطالبات يعود إلى نقص البرامج التوعوية داخل المدارس والاكتفاء بالمحاضرات الذاتية التي تقوم بها بعض المعلمات. و كذلك ظاهرة القصات الغريبة والشاذة بين الطالبات، وأنهن كمديرات مدارس لا يستطعن تغيير ذلك، ولجأن إلى الصمت، وتقبل الوضع وهذا أمر يعتبر في غاية الخطورة. من جهتها ذكرت غالية خالد - مديرة مدرسة متوسطة بجدة - أن ظاهرة "الإيمو" أصبحت ظاهرة في كافة المدارس حيث لا تخلو مدرسة في جدة من طالبة أو طالبتين خاصة بالمرحلتين الثانوية والمتوسطة تتبعان تلك الموضات الشاذة، فهناك نقص كبير في التوعية والإرشاد داخل مدارس البنات ومما يدل على ذلك انتشار هذه السلوكيات التي تعتبر من الأمور الدخيلة على مجتمعنا وتشكل خطرا في التأثير على سلوكيات الطالبات، وطالبت بتكثيف برامج الإرشاد والتوجية لبث رسائل توعوية تفيد الطالبات وتبعدهن عن ممارسة هذه السلوكيات.